مشاريع الرحاب السكنية

"قارب موت" جديد في طرابلس.. وفاة طفلا ومفقودين وتوقيف مشبه به!

 


هزّت الشمال ليل أمس كارثة مرعبة تسبّبت بمقتل عدد كبير من المواطنين، فيما عمليات البحث لا تزال جارية حتّى اللحظة، على أمل إنقاذ الباقين.

فقرابة العاشرة، توالت الأخبار في طرابلس عن غرق زورق قرب جزيرة الأرانب. في البدء، تضاربت الروايات حول وجهته، ثم سرعان ما تبين أنه كان ينقل رحلة هروب غير نظامية، وعلى متنه 60 شخصًا، بينهم نساء وأطفال. 

ويفيد مصدر رسمي من داخل المرفأ أنه حتى ما بعد منتصف الليل، تم إجلاء اكثر من 45 ناجيًا بمساعدة الجيش وفرق الانقاذ. وعثر على جثة طفلة متوفية لا تتجاوز السنتين، فيما تستمر عمليات البحث عن 14 آخرين، وما زال مصيرهم مجهولًا. 

وقد جرى نقل الناجين إلى مستشفيات طرابلس، ومعظمهم من اللبنانيين، . وفي هذا الوقت تصاعد الغضب أمام المرفأ، بين ذوي الناجين والمفقودين الذين عبروا عن سخطٍ كبير لمصير أبنائهم، الذين باعوا كل ما يملكونه من أجل الهرب كلاجئين، ولو كان الموت ثمن ذلك.  

من جهته اعلنت قيادة الجيش– مديرية التوجيه في بيان، بانه "بتاريخ 23 / 4 / 2022 تمكنت القوات البحرية التابعة للجيش حتى الساعة من إنقاذ ٤٨ شخصاً بينهم طفلة متوفية كانوا على متن مركب تعرّض للغرق أثناء محاولة تهريبهم بطريقة غير شرعية، قبالة شاطئ القلمون - الشمال، نتيجة تسرّب المياه بسبب ارتفاع الموج وحمولة المركب ‏الزائدة".

وقد عملت القوات البحرية بمؤازرة مروحيات تابعة للقوات الجوية وطائرة "سيسنا" على سحب ‏المركب وإنقاذ معظم من كان على متنه حيث قُدمت لهم الإسعافات الأولية ونُقل المصابون منهم إلى مستشفيات المنطقة، فيما تواصل القوى عملياتها براً وبحراً وجواً لإنقاذ آخرين ما زالوا في عداد المفقودين.

وقد تمَّ توقيف المواطن (ر.م.أ) للاشتباه بتورطه في عملية التهريب. وبوشرت التحقيقات باشراف القضاء المختص

تأتي الحادثة بعد أسبوع واحد من إعلان الجيش توقيف زورق في المياه الإقليمية اللبنانية عند نقطة العريضة، وعلى متنه 20 شخصًا من الجنسية السورية بينهم أطفال ونساء خلال مغادرتهم غير النظامية الشاطىء اللبناني.

ومع اقتراب فصل الصيف، تنشط الهجرة غير النظامية عبر البحر، وتحديدًا من الشمال، عند شواطئ طرابلس والمنية والعريضة في عكار.   
ومنذ اشتداد الأزمة اللبنانية منذ خريف 2019، تفاقمت ظاهرة الهروب غير النظامي على متن "قوارب الموت"، ووقعت مأساة كبيرة أودت بحياة عشرات في العام 2020 بعد غرق قارب انطلق من الميناء قرب طرابلس.

ومع ذلك ما زالت عشرات الأسر تجد في هذه التجربة الخطيرة خيارًا ممكنًا للهرب من بؤس لبنان.   
ومنذ ليل امس، تابع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي موضوع غرق القارب، واطلع من قيادة الجيش على الملابسات، طالبًا استنفار الأجهزة المتخصّصة لإنقاذ الركاب.

بدوره، تواصل وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية مع قائد الجيش وطلب من رئيس مرفأ طرابلس وضع الإمكانيات كافة بتصرّف الجيش لإنقاذ ما أمكن من الغرقى.

إذًا، يستعيد موسم الهجرة غير النظامية نشاطه شمالًا، تزامنًا مع موسم انتخابي أقل ما يقال عنه، وفق كثيرين، أنه يحل كحدثٍ غير مفصولٍ عن مأساة الأسر التي لا يتردد بعضها برمي نفسه بالبحر كخلاصٍ من حالة الفقر والإذلال. لذا، بدا المشهد نافرًا حين توافد إلى المرفأ بعض المرشحين للانتخابات البرلمانية في دائرة الشمال الثانية، لاعلان حزمة جديدة من المواقف والتصريحات. 

وأفادت معلومات أمنية لـ"النهار" أن قيادة الجيش تجري تحقيقاتها في ملابسات الحادثة وستصدر بياناً توضيحياً، وهناك صعوبة في تحديد العدد النهائي للأشخاص الذين كانوا على متن الزورق بسبب غياب السجلات الرسمية لأن طريقة المغادرة غير الشرعية ولكن التحقيقات مستمرّة.

بدورها، قالت مصادر الصليب الأحمر للـ"أم تي في" أن أربع حالات لا تزال في عداد المفقودين من بين ركاب زوق طرابلس وعملية الإنقاذ في عهدة الجيش.


ليست هناك تعليقات