مشاريع الرحاب السكنية

الاعتذارات تتوالى "بالجملة"... و"العهد" في ورطة!




لم يعد السؤال عما اذا كان لقاء بعبدا سيعقد في موعده أم سيلغى، مهمّا. فسواء أصرّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على ابقائه قائما الخميس المقبل - وهو ما أكدته دوائر القصر اليوم - أم قرر إلغاءه، يمكن القول ان الحوار الوطني "لن يؤدي الغرض" سلفا، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية".

المبادرة آيلة الى السقوط، تتابع المصادر. ذلك ان اعتذار معظم القوى الوازنة في البلاد عن عدم المشاركة، من رؤساء الحكومات السابقين وما يمثّلون سنيا وميثاقيا وسياسيا وعربيا ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، الى الكتائب اللبنانية والقوات اللبنانية اللتين ستحددان موقفهما، الاولى ظهر اليوم، والثانية غدا.. الاعتذارات بالجملة هذه، تشكّل ضربة قاصمة، للفريق الحاكم عموما، والعهد خصوصا. فليس أمرا بسيطا ولا تفصيلا، أن يدعو رئيس جمهورية الى "لقاء وطني" في القصر (لا الى طاولة لمناقشة خطة اقتصادية كتلك التي استضافتها بعبدا منذ اسابيع)، وأَلا يلبّي أحد من الشخصيات "الثقيلة" في البلد، دعوته!

هذا الاخفاق يأتي ليكشف العهد أكثر امام الرأيين العامين المحلي والخارجي، ويُسقط من يده ورقةَ أرادها ربّما ليستر بعضا من الاخفاقات عن عيون الداخل والخارج. فالقطيعة النهائية بين المعارضة والفريق الحاكم تقوّض قدرته على التحرك والانجاز، اكثر مما هي مقوّضة، بينما "كسرُ الجرّة" نهائيا بين التيار الأزرق وبعبدا، يُفقد الحكم اليوم اي غطاء سني مع ما يعنيه ذلك عربيا وخليجيا. ويضاف هذان العاملان الى ثورة شعبية تشتد حينا وتخفت حينا آخر، موجودة منذ 17 تشرين تعلن رفضها ليس فقط للعهد والقوى الموالية له، بل ايضا للاطراف التي انتقلت الى المعارضة أخيرا، حيث تَعتبر الطبقة السياسية كلّها مشاركة في الفساد والمحاصصة وفي ايصال البلاد الى الازمة الاقتصادية التي تتخبط فيها اليوم.

هذه العوامل كلّها، تضيف المصادر، تؤكّد ان "العهد" في ورطة حقيقية، وأنه مطوّق من الجهات كلّها، سياسيا و"ميثاقيا" وشعبيا، وان أي طرف لم يعد يقف الى جانبه باستثناء حزب الله، الذي هو في الواقع، صاحب الكلمة الاقوى اليوم في البلاد بعد ان أوصل حليفه الى بعبدا وحكومته الى السراي.

فهل ستقرأ بعبدا جيدا في معاني عدم نجاح مبادرتها الحوارية وأبعاده، وتعمل على اخذ العبر؟ هنا يكمن السؤال.



ليست هناك تعليقات