صياد في بحر ..وصيده ليس بسمك !
من بين قوارب صيد اعتادت الابحار والعودة كل يوم من والى ميناء الصيادين في بحر صيدا حاملة ما تلتقطه الشباك من رزق البحر وثماره .. ثمة صياد استثنائي على متن قارب صيد لكن صيده ليس بأسماك ولا علاقة له بالحياة البحرية ..
بين الحين والآخر كل اسبوعين او اكثر ، يرابط بقاربه قرب رصيف مرفأ المدينة وقلعتها البحرية ، ويغيب هو عن الأنظار لبعض الوقت يغوص خلالها نحو قاع البحر ملتقطاً ما يتساقط من السفن من معادن (حديد ، خردة ، تنك ) او ما تحركه العواصف القوية منها في الأعماق .. لإخراجها وبيعها ..
هي مهنة صيد من نوع خاص لـ" غلة" تتواجد في البحر وليست من ثماره ، مهنة تحولت عند البعض الى باب للإرتزاق وتأمين المعيشة ..
يستحصل من يعمل فيها بداية على اذن من السلطات المختصة المشرفة على المرفأ ليسمح له بالابحار حتى مسافات محددة في حوض المرفأ او محيطه ، وتكون مهمته محددة فقط بجمع هذه المواد من الأعماق وحملها على متن قاربه الى رصيف الميناء .. وغالباً ما يسمح له بذلك مرة أو مرتين في الشهر كونه بعمله هذا يساهم بالمقابل في تنظيف حوض الميناء مما يمكن ان يتراكم فيه من "نفايات معدنية".
وكما لصيادي الأسماك وما يصطادونه منها " ميرة " او سوق للسمك يعرضون فيه غلة ابحارهم لبيعها في مزادات وبسطات السمك ، كذلك فإن لهذا "الصياد الاستثنائي " بعد عودته الى اليابسة ، مكانا مخصصاً لعرض غلته " الثقيلة" وهي "بورة " تجميع وبيع الخردة وبيعها حيث يتحدد ثمنها بحسب قيمتها او وزنها كمعدن !.
رأفت نعيم
التعليقات على الموضوع