مشاريع الرحاب السكنية

إلى اللبنانيين: انتظروا مزيداً من غلاء المحروقات.. والغائب الأكبر ترشيد الدعم


 


يُلاحق كابوس ارتفاع الأسعار اللبنانيين، ويرخي بظلاله على كل منزل ذلك من رغيف الخبز إلى الغذاء فالدواء والمحروقات، حتى تحوّلت العديد من الأمور في حياة اللبناني من أساسيات إلى كماليات. 

وليس خفيًّا عن أحد الارتفاع التدريجي والأسبوعي بأسعار البنزين، الذي يربطه كثيرون برفع مقنّع لدعم بدل اعتماد الترشيد الذي طالب به كثيرون لكن الحكومة بقيت تصمّ آذانها عنه، فهل صحيح أن هذا الغلاء متعلّق بالدعم؟ وهل سنشهد مزيداً من الارتفاع بالأسعار؟ 

يوضح الخبير الاقتصادي جهاد الحكيّم أنّ لا رابط بين الزيادة في أسعار البنزين ورفع الدعم، قائلاً: "عاجلاً أم آجلاً سيتمّ رفع الدعم، ولكن هذا الارتفاع الحاصل ناجم عن الارتفاع بأسعار المحروقات عالميًّا، ولو كان الأمر متعلقاً برفع للدعم لكانت الأسعار ارتفعت بشكل كبير وأكثر ممّا هي عليه اليوم". 

من جهته، يؤكّد أيضاً عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البراكس أنّ الزيادات التي تحصل في المحروقات "لا علاقة لها نهائيًّا بموضوع رفع الدعم، إنما هي فقط متعلقة بالارتفاع الحاصل بأسعار النفط عالميًّا".

حصل انكماش على صعيد الاقتصاد العالمي بسبب فيروس كورونا والحجر، وتدنت نسب الطلب على النفط فانخفض سعر برميل النفط إلى حوالى الـ25 دولار، ولكن عندما بدأت البلدان بتقليل إجراءات كورونا عادت عجلة الاقتصاد تتحرّك وحكماً بدأ الارتفاع التدريجي في أسعار النفط". 

وللارتفاع في أسعار النفط عالميًّا أسباب عديدة أبرزها بحسب البراكس "الطقس البارد، ما زاد الطلب في دول أوروبية والاجتماع الروسي – السعودي الذي أدى إلى اتفاق على تخفيض الإنتاج لضبط الأسعار بالإضافة إلى التحفيزات التي قامت بها الإدارة الأميركية والرئيس جو بايدن للشركات النفطية الأميركية من أجل تشجيع الاستثمارات والنمو الاقتصادي الإيجابي في الصين".

هذه الأسباب كلها أدّت إلى الارتفاع الحاصل في أسعار برميل النفط عالميًّا، والذي انعكس تالياً على الأسعار في لبنان، فهل ستستمرّ بالارتفاع؟  

يجيب البراكس: "أشكّ في أن يواصل سعر برميل النفط ارتفاعه عالميًّا، ولكن في لبنان، جدول تركيب الأسعار يأخذ بعين الاعتبار معدل 4 أسابيع مضت، وهذا يعني أن الارتفاع الذي شهدناه في الفترة الأخيرة عالميًّا لتاريخ اليوم ستستمرّ انعكاساته على الأسعار في لبنان". 

أسعار المحروقات في لبنان تتأثّر بعاملين هما أوّلاً سعر برميل النفط عالميًّا وسعر صرف الدولار ثانياً، وفي هذا السياق يشرح البراكس أنّه "منذ بداية الأزمة الاقتصادية أي منذ حوالى السنة تأثرت الأسعار بعامل سعر صرف الدولار إذ أن المحروقات مدعومة بنسبة 90 في المئة من قبل مصرف لبنان ولكن الـ10 في المئة المتبقية تؤمن من السوق المحلي وبالتالي تتأثر بسعر صرف الدولار". 

إذاً، إلى اللبنانيين: انتظروا مزيداً من الارتفاع في سعر البنزين والمحروقات في الأسابيع المقبلة. واستبشروا "خيراً" طالما أن ترشيد الدعم غائب، ما يعني أنه طالما القدرة على دعم شراء البنزين والمحروقات كلها والمواد الاساسية تنفذ تدريجياً، فنحن نسير بخط نار في هذا الاتجاه، وبما أنّ المحروقات مادة أوّليّة للصناعات، فحبل ارتفاع أسعار جميع السلع على الجرّار.


( الأنباء )

ليست هناك تعليقات