مشاريع الرحاب السكنية

كان عائداً من ساحة الثورة حين خطفه الموت... رحل الطبيب محمد عجمي جسداً لا روحاً




 ساحات الثورة ستفتقد أحد أبرز الثائرين، الطبيب الذي لم يبالِ بالمسافات بعدما وجد في انتفاضة الشعب في #17 تشرين، الأمل لبناء لبنان جديد. من بلدة معركة في الجنوب، قصد كل مكان رُفع فيه الصوت لإسقاط طغمة الفساد، الا أنّه، يا للأسف، قبل أن يحقّق حلمه برؤية وطنه الذي طمح إليه، رحل وهو في طريق عودته بعدما أوصل رسالته الأخيرة من ساحة رياض الصلح... هو الدكتور محمد عجمي الثائر التي ستبقى كلماته مرجعاً لكلّ الثوار.

اللحظات الأخيرة



بالأمس، لبّى عجمي، طبيب الأذن والحنجرة، الدعوة لرفع الصوت من ساحة رياض الصلح. استقلّ سيارته وتوجّه صباحاً إلى بيروت. أمضى ساعاته الأخيرة بين زملائه في النضال. حاول حتى لحظات حياته الأخيرة أن يصل إلى حلمه، وفي طريق عودته إلى منزله، كما قال ابن شقيقته أحمد سليمان لـ"النهار"، طلب "من شاب كان برفقته أن يقود السيارة عنه، لكي يأخذ قسطاً من الراحة، وما إن وصلا إلى أوتوستراد صيدا صور عند نحو الساعة الخامسة مساء، حتى انفجرت عجلة المركبة، ما أدى إلى انزلاقها وانقلابها".

وأضاف: "ترجّل خالي من السيارة، لم يكن يشعر بأي ألم، نقلته الإسعاف إلى مستشفى علاء الدين، حيث طلب منه 500 ألف ليرة لإجراء صورة، حينها لم تكن يبدو عليه أي عوارض، لكن مع مرور الوقت، بدأت تسوء حالته، حيث اصفرَّ لونه وانتفخ بطنه، عندها تم إدخاله من دون دفع المبلغ وأجريت له الصورة، حيث ظهر أنه يعاني نزيفاً في البطن، خضع لعملية وذلك بعد مرور 3 ساعات من وصوله، ليخرج بعدها إلى غرفة الإنعاش. توقّف قلبه عن النبض، وأجريت له صدمات كهربائية فعاود العمل. إلا أنه توقف من جديد، لكن هذه المرة إلى الأبد، وكان ذلك بعد ساعة من انتهاء العملية".



رحيل قبل تحقيق الحلم

وعما إن كانت عائلة عجمي سترفع دعوى على المستشفى لتأخره في الكشف على الطبيب محمد (66 سنة)، أجاب أحمد: "ننتظر ما ستؤول إليه مجريات التحقيق وعلى ضوئها نتخذ القرار"، مضيفاً: "رحم الله انساناً من الصعب أن يكرّره الزمن، بطيبة قلبه وأخلاقه الحميدة وعشقه للثورة، فلطالما ردّد على مسمعي أنه يثور من أجل أولادنا وأن الحياة لم تعد تعني له شيئاً. وفي كل ساحة للثورة حضر، في بيروت والشمال والجنوب والبقاع، حتى أنه وصل إلى الهرمل".

كلمات خالدة


اليوم، ووري عجمي في الثرى، رحل جسداً، أما روحه وكلماته فستبقى خالدة في قلب كلّ من عرفه. ومما قاله مؤخراً وتم تسجيله في مقطع فيديو "إحياء ثورة 17 تشرين أمر جميل من الجماهير الفقيرة التي تلتزم بالثورة كون لديها مطالب... مطالب الخبز والعيش والاستشفاء، وأكثر من ذلك، الثورة لا تحمل ثورة رغيف الخبز فقط بل ثورة النهوض، فالأهم أن ننهض بالعلوم، فلا شيء أشرف من التقدّم العلمي... إنها ثورة بامتياز وهذا الشعب عظيم جداً، ولا يمكن أن نعتمد على بناء الدولة إلا على الفقراء، فهم الذين يبنون بالعلم المؤسسات... لا للبرجوازية، كل السلطة للشعب".


أسرار شبارو - النهار

ليست هناك تعليقات