مشاريع الرحاب السكنية

الـ‎ pcr ‎لا يكشفه.. هل يقضي "دلتا" على السياحة ويقفل لبنان مجددا؟




في "عزّ" الموسم السياحي الذي يبقى المتنفس الوحيد للاقتصاد المنهار حيث يتوقّع ‏أن تدّر الحركة السياحية أكثر من ملياري دولار، وفي "عزّ" الأزمة الصحية ‏وتدهور القطاع الاستشفائي، دخل المتحوّر الهندي لفيروس كورونا "دلتا" من الباب ‏اللبناني العريض‎ . ‎


خطورة المتحوّر هذا تكمن في سرعة انتشاره بنسبة 60% حيث كلّ شخص يمكنه ‏أن ينقل العدوى لما بين 14 و18 شخصًا خلال ثوان، في حين أن الإجراءات في ‏المطار غير كافية، أما في القطاعات على اختلافها فلوحظ في الفترة الأخيرة تفلّت ‏كبير من التقيّد بالإجراءات الوقائية نتيجة تراجع أعداد الإصابات المسجّلة يومياً ‏بشكل كبير‎. ‎


في هذا السياق، أوضح نقيب الأطباء في بيروت شرف أبو شرف لـ"المركزية" أن ‏‏"الأعداد المعلنة لإصابات "دلتا"، أو غيره، لا تكون واقعية في مختلف أنحاء العالم ‏وإذا لم تُجرَ‎ mass testing ‎أي فحوصات جماعية وبكثرة يمكن أن يكون العدد ‏الفعلي أكبر بثلاثة وأربعة أضعاف من المرصود‎". ‎


وشدّد على نقطتين مع بدء انتشار دلتا: "الأولى، ضرورة أن يتحسّس الجميع ‏خطورة الوضع ويتشدّدوا في التزام التدابير الوقائية إلى أقصى الحدود من قبل ‏الدولة والقوى الأمنية على حد سواء، إذ عليهم الضرب بيد من حديد، وكذلك من ‏قبل مختلف القطاعات ودور العبادة من دون أي تراخٍ أو استخفاف، ففي حال ‏خرجت الأمور عن السيطرة سيكون الوضع الصحي أصعب بكثير من السابق، إذ ‏ما من معدّات وأدوية كافية لمعالجة المرضى إذا ارتفعت أعداد المصابين بسرعة، ‏إضافة إلى أن الطواقم الطبية المؤهلة للاهتمام بهم واحتضانهم لم تعد كافية، نتيجة ‏هجرة قسم كبير من الممرضات والأطباء بسبب الوضع الاقتصادي. لا يمكن، ‏بحجة كسب أموال إضافية ان نضرّ بالبلد على مدى سنوات. وإذا بقيت الأمور في ‏الاتّجاه هذا ستزداد الأعداد من جديد بشكل مخيف ونعود إلى الإقفال التام، وتوديع ‏الموسم السياحي. أما النقطة الثانية، فمتمثّلة بأهمية الحصول على اللقاح، ومعروف ‏أن الملقّح ولو أصيب بالفيروس يكون وضعه أفضل بكثير من غير الملقّح‎". ‎


وأكّد أبو شرف أن "لكلّ اللقاحات مفعول على دلتا بدرجات متفاوتة. وأهميتها في ‏أن المناعة ضدها، حتّى لو كانت أقلّ من الكوفيد-19 الأساسي، فإنها في الجسم ‏كفيلة بتعزيز تصديها، مشكلةً تحوّراً ضد المتحور الجديد. لذا من الضروري أن ‏يختزن الجسم ذاكرة للمناعة ضدّ الفيروس‎". ‎


وشرح أن "دلتا يضرب بسرعة وفوراً الرئة وفحصوات الـ‎ PCR ‎العادية لا يمكنها ‏كشف المتحوّر الهندي لكن يظهر في صور الأشعّة التي تظهر التهاب في الصدر‎". ‎


وعن الحالة أو العوارض الممكن ان يقرر المريض على أساسها إجراء فحص دلتا ‏وليس الـ‎ PCR ‎العادي، أجاب أبو شرف "من يعاني من سعلة وحرارة مفاجئة يذهب ‏مباشرةً إلى المستشفى وتجرى أشعّة الصدر التي تكشف عن المتحوّر الجديد. ‏المشكلة أن دلتا يضرب الرئة بسرعة وفوراً لذا تظهر مشاكل رئوية وتنفّس فيذهب ‏من يعاني منها مباشرةً إلى المستشفى. أما في السلاسة السابقة فكان المصاب يشعر ‏ببعض العوارض وينتظر قبل دخول المستشفى‎". ‎


وفي إطار مواجهة الفيروس، ناشد أبو شرف وسائل الإعلام والإعلاميين "عدم ‏فسح المجال أمام اشخاص لا علاقة لهم بالموضوع يدّعون المعرفة ولا يملكون أي ‏معطيات علمية للتحدث من دون الاستناد إلى أي وقائع مثبتة علمياً ما يخلق بلبلة ‏لدى المواطنين. من الضرورة وضع حدّ للأمور هذه بالتعاون بين النقابة والإعلام، ‏منعاً لأي تداعيات صحية كارثية على المواطن‎". ‎


فقدان لقاحات الأمراض المستعصية‎: ‎


من جهة أخرى، كشف أبو شرف عن "شكاوى تصلنا بنسب كبيرة، لا سيّما من ‏أطباء الأطفال، لأنّ اللقاحات التي تعطى لحديثي الولادة (بين عمر الشهر ‏والسنتين) بدأت تفقد من السوق ويصعب إيجادها. هذا موضوع شديد الخطورة ‏كونه يؤدّي إلى عودة ظهور أمراض مستعصية وازديادها. لذا تواصلت مع منظّمة ‏الصحة العالمية للسعي إلى حلّ المشكلة في أسرع وقت، في انتظار جوابها. ونتمنّى ‏على الدولة اتّخاذ الموضوع على محمل الجدّ وتأمين اللقاحات بسرعة‎". ‎


وتطرّق كذلك إلى انتظار الأطباء في طوابير البنزين اثناء اتّجاههم إلى مراكز ‏عملهم في حين أن خدماتهم باتت شبه مجانية، لافتاً إلى أن "شركة‎ Coral ‎أصدرت ‏قراراً خطّياً بتزويد الأطباء بالمادة فور إظهار بطاقتهم، بالتالي نتمنّى على ‏المحطّات الأخرى أن تحذو حذوها. كذلك، طالبنا وزيرة الدفاع في حكومة تصريف ‏الأعمال زينة عكر والقوى الأمنية بتسهيل مرور الأطباء وحصلنا على وعد من ‏عكر بدرس مطلبنا‎". ‎


وختم ابو شرف "كنت أتمنى على مجلس النواب حين أقرّ التشريعات في جلسته ‏الأخيرة، إقرار مشروع قانون حصانة الطبيب وحصوله على ضمان بعد التقاعد، ‏لكن للأسف لم تبحث حتّى، وهذا موضوع أليم إذ عوض إيجاد تحفيزات لتشجيع ‏الأطباء على البقاء في لبنان، يتمّ تجاهل الأمر"، مضيفاً "1200 طبيب سيغادرون ‏البلد وغيرهم الكثير ومعظمهم من الكفاءات. إذا بقيت الأمور على حالها سيكون ‏الأمن الصحي في خطر لكن لا يبدو أن المسؤولين يستوعبون الخطورة. لذا نحذّر ‏ونناشد بضرورة مساعدة الأطباء من النواحي كافةً، إعلامياً، قانونياً، طبياً، ‏اجتماعياً، مادياً‎...". ‎

ليست هناك تعليقات