مشاريع الرحاب السكنية

فخامة الرئيس... إن كنت لا تخاف من غضب الشعب... ألا تخاف من غضب ‏الله؟!!‏



فخامة الرئيس... أنت المسؤول الأول في الجمهورية اللبنانية حسب ما نصّ عليه ‏الدستور الذي بدأت ولايتك بالقسم على المحافظة عليه واحترامه... فلا تستطيع ‏القول: «ما خلوني»، لأنه لا عذر لديك في عدم التصدّي لكل هذا التدهور الحاصل.‏


الشعب اللبناني صار شعباً فقيراً بعد أن كان غنياً... والدولار الذي حافظ على ‏استقرار سعر صرفه بـ1500ل.ل. منذ عام 1993، رغم كل الصعوبات والمعوّقات ‏من حرب قانا، الى حرب تموز 2006، الى تعطيل تشكيل الحكومات، الى فراغ ‏رئاسي استمر عامين ونصف العام بسببك أنت... حين أصرّ السيّد على انتخابك ‏قائلاً: «يا بتنتخبوا ميشال عون يا ما في رئيس».‏


وصلت الى سدّة الرئاسة... فماذا فعلت؟


لقد دمّرت كل شيء.. هدفك الوحيد تلبية رغبات صهرك بدءاً بوزارة الاتصالات، ‏الى الطاقة فالخارجية: فشل وسرقات وصفقات لم يشهد مثيلاً لها لبنان في تاريخه.. ‏كل ما قُلْتَه يا فخامة الرئيس «لعيون صهر الجنرال».‏


وهنا أذكّر فخامتكم بمصير الرئيس السوداني السابق عمر البشير، الذي أحيل الى ‏المحكمة الدولية... وغيره من الرؤساء.‏


نذكر سيلفيو بيرلسكوني، رئيس الوزراء الذي تولّى حكم ايطاليا منذ الحرب ‏العالمية الثانية، مدّة طويلة بلغت عشر سنوات، ولا يوجد في تاريخ ايطاليا رجل ‏مثل أمام المحكمة كما مثل بيرلسكوني.‏


وفي ألمانيا قدّم الرئيس الالماني كريستيان وولف، استقالته من منصبه بعد رفع ‏الحصانة عنه لحصوله على قرض منخفض الفائدة بقيمة 500 ألف يورو من ‏صديق ثري له.‏


وفي اسبانيا قام البرلمان الاسباني عام 2018 بسحب الثقة من رئيس الحكومة ‏ماريانو راخوي على خلفية تهم فساد. كما أذكر بمانويل نورييغا الذي حكم بنما من ‏‏1983 حتى عام 1986حين انتهى مأساوياً. وأذكر العقيد الليبي معمّر القذافي وماذا ‏كان مصيره؟ وغيرهم كثيرون.‏


أمس عقدت جلسة لمجلس الدفاع الأعلى... وكما قال لك الرئيس فؤاد السنيورة: ‏‏«لقد خالفت الدستور.. وهذا لا يهمك بالتأكيد.. لأنّ همّك الوحيد هو مخالفة دستور ‏الطائف بل إلغاء هذا الاتفاق بحجج غير منطقية وغير مقبولة.‏


على ما يبدو، فإنّ فخامتك مقيم في قصر بعبدا، فاقد الوعي، لا تدري ما يدور ‏حولك، وما يعانيه شعبك.. ولأذكّر فخامتكم بما يلي:‏


أولاً: هل شاهدت طوابير السيارات أمام محطات البنزين.. طوابير الذل، للحصول ‏على كمية بسيطة بعد أكثر من خمس ساعات لا تتعدّى عدداً من الليترات وبعشرين ‏ألف ليرة فقط لا غير؟


ثانياً: هل شاهدت طوابير المواطنين.. يحمل كل منهم «غالوناً» يريد الحصول ‏على عدد ضئيل من ليترات المازوت، هذا المازوت الذي صار كالذهب «عملة» ‏نادرة؟


ثالثاً: هل شاهدت هجوم المواطنين، على أماكن تعبئة الغاز، للحصول على قارورة ‏صارت حلماً لكل مواطن؟


رابعاً: هل تعلم يا فخامة الرئيس... ماذا حلّ بالمستشفيات، وكيف اختفت أدوية ‏السرطان وندرت أدوية الأمراض المزمنة؟ حتى ان فقدان المازوت، صار يهدد ‏بقاء هذه المستشفيات واستمرارها؟


لقد بدأت المستشفيات تعاني من فقدان الأجهزة الطبية، ومادة المازوت الى استمرار ‏هجرة خيرة أطبائها وممرضيها الذين بلغت نسبتهم الـ35%؟


خامساً: هل يعلم فخامته أنّ موسم السياحة هذه السنة «تبخّر» وأنّ معظم الذين ‏جاؤوا ليزوروا أهلهم قد اختصروا مدّة إقامتهم بسبب عدم توفّر الكهرباء، علماً بأنّ ‏المغتربين هم المورد الوحيد الذي بقي للبنانيين وللبلد؟ لأنّ 7 مليارات من ‏الدولارات حوّلها اللبنانيون الى أهلهم في لبنان عام 2020.‏


سادساً: هل يعلم فخامة الرئيس أنّ الناس لم يعودوا مهتمين بشيء إلاّ أن يعيشوا ‏طبيعيين، لا أن يعيشوا تحت رحمة الكهرباء والبنزين والغاز والمازوت؟


سابعاً: ما حصل في لبنان لم يحصل في أي بلد من بلدان العام خاصة وأنّ فخامته ‏أمام هذه المشاكل المتفاقمة لا يزال يكابر ويرفع الصوت عالياً ويعلن حرصه على ‏الدستور وعلى الميثاق، وأنّ تشكيل أية حكومة يجب أن يراعي هاتين المسألتين؟


ثامناً: هل يعلم فخامته أنّ الشعب لم يعد يهمّه التقرير الجنائي الذي يتحدث عنه منذ ‏‏3 سنوات لأنّ فخامته وعد الشعب بأنّ هذا التقرير هو السبيل لتستقيم به الأمور، ‏والأمور من سيّئ الى أسوأ؟


تاسعاً: هل يعلم فخامته مدى الكره الذي يكرهه الشعب اللبناني لصهره العزيز؟ وما ‏هي الصفات التي ينعتونه بها؟ أقلها هذا «الطرح» أو هذا «الشؤم» أو هذا ‏‏«المسخ» المتعجرف الذي يعتبر نفسه فوق كل المقامات الدينية؟


عاشراً: لعيون الصهر، أي صهر الجنرال، لا تتألف حكومة، إذ ان مصير الشعب ‏اللبناني متعلق بمصير الصهر فقط لا غير، هذا ما قاله فخامته عندما سألوه في لقاء ‏تلفزيوني عن سر تمسّكه بصهره في العمل لا في البيت..‏


أخيراً... هل يتذكّر فخامته، عندما سُئل عن حصة الرئيس ميشال سليمان في ‏الوزارة، أجاب يومذاك: لا حصة للرئيس رغم ما سمح به اتفاق الدوحة... فلماذا ‏يُعَرقل تشكيل الحكومة اليوم، بسبب حصة رئيس الجمهورية؟


أقول لفخامة الرئيس: إذا كنت لا تخشى غضب الشعب... ألا تخاف من غضب الله؟


( عوني الكعكي )

ليست هناك تعليقات