مشاريع الرحاب السكنية

في اليوم العالمي للسكري...رسالة من الدكتور محمد صنديد

 


بمناسبة اليوم العالمي للسكري وجه
الرئيس الاقليمي المنتخب للاتحاد الدولي للسكري منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا الدكتور محمد صنديد رسالة بيّن فيها حجم المشكلة وسلط الضوء على العوائق والعقبات التي تحول دون التصدي لهذا الزحف المخيف الذي يرفع من نسبة الاصابات بمرض السكري المقلقة..

وجاء في الرسالة: 

إن عدد المصابين بالسكري أخذ في الارتفاع في العالم بالرغم من الجهود  العديدة المبذولة للوقاية من السكري وعلاجه والتي لم تستطع ان توقف او تخفف من هذا الزحف الجامح .

تشير التقديرات  الواردة في اخر نسخة لاطلس الاتحاد الدولي للسكري لعام 2021 إلى إصابة 537 مليون شخص بالغ بالسكري على الصعيد العالمي مقارنة بإصابة 108 ملايين شخص في عام 1980.(اي بزيادة خمسة اضعاف) وسيرتفع معدل الانتشار العالمي للسكري (الموحد حسب السن) وخاصة في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل  , من 4.7% منذ عام 1980 إلى 12.2% مع حلول عام 2045 لدى البالغين وذلك نتيجة تفاقم عوامل الخطر المرتبطة بزياردة الوزن والسمنة،وغيرها من العوامل..

ويقدر عدد المصابين في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا ب 73 مليون وقد يبلغ العدد  136 مليون بحلول٢٠٢٤ و يقدر عدد الوفيات في منطقتنا سنويا  ب 800،000.

أما في لبنان يقدر نسبة المصابين بالسكري ب١٣.٧% وقد يتجاوز عدد المصابين الثمانمائة الف..

إن تكلفة السكري في المنطقة  حاليا 33 مليار دولار وسوف تصل الكلفة العالمية  تريليون دولار بحلول 2030   ...

إن عدد المصابين بالسكري يزداد بسرعة أكبر في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، وهي البلدان التي تنخفض  فيها أدوات التشخيص والعلاجات والمعرفة الجيدة التي تمكنها من توفير الرعاية المنقذة للحياة.

لا شك  ان جائحة كورونا جعلت مرضى السكري اكثر عرضة للاصابة واضافت عبأً جديداً واصبح المصابون يكابدون للوصول الى الرعاية والعلاج والحمد لله وبعد انكفاء الكورونا اصبح المرضى في وضع افضل...

ونظرا لاهمية تداعيات السكري على كافة الاصعدة وخاصة الصحية ،وتسببه بالعمى والبتر والفشل الكلوي والنوبات القلبية والسكتات الدماغية ،اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار 61/ 225 بناء لمساع حثيثة من الاتحاد الدولي للسكري عام 2007 ، يعترف بالحاجة العاجلة لمتابعة الجهود متعددة الأطراف لتشجيع وتحسين الصحة البشرية،

ويشجع القرار كذلك الدول الأعضاء على وضع سياسات وطنية للوقاية من مرض السكري وعلاج المصابين به ورعايتهم بما يتماشى مع سبل التنمية المستدامة في نظمها بمجال الرعاية الصحي واتاحة إمكانية الحصول على العلاج والتثقيف في مجال الرعاية الصحية وضرورة العمل على استراتيجيات تهدف الى الوقاية والحد من الاصابة و التقيد بقواعد الاسسس الصحية...

هذا القرار الجديد أضاف املاً على الجهود  الرامية إلى تخفيف عبء مرض السكري بصفته مشكلة من مشاكل الصحة العامة والتغلب على تداعياته من خلال ضمان التغطية الصحية الشاملة وتعزيز النظم الصحية وتامين العلاجات...

وهناك مبادرة عالمية تهدف إلى إدخال تحسينات مستدامة على الوقاية من داء السكري وتقديم الرعاية للمصابين به، مع التركيز بوجه خاص على دعم البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.

ويضم الميثاق جميع أصحاب المصلحة المعنيين من أجل العمل على وضع رؤية مشتركة للحد من خطر الإصابة بالسكري..

وفي الاطار ذاته يهدف الاتحاد الدولي للسكري إلى تشجيع ودعم اعتماد تدابير فعالة لترصد داء السكري ومضاعفاته والوقاية منه ومكافحته، ولاسيما في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.

ولتحقيق ذلك، يقوم الاتحاد بما يلي:

_وضع المبادئ التوجيهية العلمية بشأن الوقاية من داء السكري..

_وضع القواعد والمعايير الخاصة بتشخيص داء السكري ورعاية مرضاه؛

_إذكاء الوعي بشأن وباء السكري العالمي؛ وإحياء اليوم العالمي لداء السكري (14 تشرين الثاني/ نوفمبر)؛

_إجراء ترصد داء السكري وعوامل الخطر المتعلقة به..

ويصادف شعار الاتحاد لهذا العام "الحصول على الرعاية والعلاج حق للمريض علينا ان نؤمنه "وبعد 100 عام من اكتشاف الأنسولين، لم يزل ملايين المصابين بداء السكري في جميع أنحاء العالم عاجزين عن الحصول على الرعاية التي يحتاجون إليها لإدارة الحالة الصحية وتجنب المضاعفات.

وتتيح الذكرى المئوية لاكتشاف الأنسولين فرصة فريدة لإحداث تغيير ذي مغزى لأكثر من 537 مليون شخص يعانون مرض السكري والملايين غيرهم المعرضين لخطره.

ويستطيع المجتمع العالمي المعني بمرض السكري إذا وحد الجهود ، بما لديه من الأعداد والتأثير والتصميم والقرار، إحداث تغيير فعلي نحن في أشد الحاجة اليه لمواجهة هذا التحدي..

اما واقع الحال في منطقتنا فيتلخص بالامور التالية:

-ارتفاع نسبة الاصابة  18.1% (نسبة لباقي المناطق)

-ارتفاع نسبة الغير مشخصين 27.3%

-ارتفاع في نسبة المضاعفات والوفيات

-المصاعب الاقتصادية وحدوث الازمات والحروب والتهجير واللجوء والكوارث الطبيعية في بعض بلدان المنطقة..

-النقص في توعية مرضى السكري وتدريب الائمة للتعايش مع الصوم والحج بامان..

-عدم انشاء برامج وطنية للسكري في بعض بلدان المنطقة  لتنفيذ هذه الخطط..

_نقص في اعداد فرق الرعاية للتثقيف والتدريب.

_إن المعلومات المتعلقة بالسكري ما زالت غير منسقة وغير واضحة من حيث توفير ادوات ومواد التثقيف الحديثة لادارة المرض و زيادة الوعى العام بمرض السكرى وتعزيز الوقاية ودعم الناس للحفاظ على أنماط حياة صحية بسبب القصور في ادوات التثقيف والتمكين.

_صعوبة الحصول على الخدمات...ضعف المواد البحثية والتنسيق فيما بينها..

_ عدم وصول المختصين الى المعلومات وعدم تبادل الخبرات بينهم..
فقدان التعاون الحقيقي بين الجمعيات والمنظمات وعدم تعاون أصحاب المصلحة..

_غياب التقييم والمحاسبة

المطلوب من القيمين على صحة الناس في لبنان وكل من يتعاطى رعاية مرضى السكري:

_حصول جميع الشرائح الاجتماعية على المعلومات الصحيحة لاختيار انماط حياة صحية فلكل شخص الحق فى الحصول على رعاية صحية عالية الجودة..

_ توحيد اعتماد المعايير تصميم الخدمات بناء على الاحتياجات..

_تدريب واعداد عاملين صحيين بخبرة عالية لتقديم افضل الخدمات..

_تقديم خدمات عالية الجودة وسهلة الوصول إليها توفر الوقت والجهد لكل شخص من خلال نموذج رعاية جديد

_اعتماد نظم معلوماتية مبنية على اسس علمية تدعم التعلم والتفاعل
بناء مهنيين صحيين لتطبيق النموذج المستقبلى لرعاية مرضى السكرى لكي يتوفر لديهم فهم راسخ بمرض السكرى وخيارات رعاية مرضى السكرى ..

_ تشجيع البحوث التي تساعد في تحسين جودة الخدمات والتقديمات
والتنسيق  بينها و تطوير نظم معلومات تفاعلية  لتبادل المعلومات
​الأستثمار فى وضع المعيار العالمى فى بحوث مرض السكرى..

_التنسيق والتعاون والشراكة بين الجمعيات والمنظمات المحلية والاقليمية والعالمية والحكومية  وحث شركات الادوية على التعاون في برامج الوقاية والتدريب..

_ايجاد  نظام للمساءلة والرصد والتقييم لهذه السياسات.

-تطوير سياسات وطنية تؤثر ايجابا على تدني نسب الاصابة بالسكري
من خلال تطبيق برامج تثقيفية عبر اخصائيين ..

_العمل على تامين العلاجات ومواد
المراقبة بشكل دائم..

-تشريع ضريبة السكري على المشروبات المحلاة بالسكر ومشروبات الطاقة..

-تطبيق السياسات التنظيمية في المدارس وحظر بيع هذه المنتجات فيها .

- منع  تسويق الأطعمة غير الصحية أثناء وقت مشاهدة الأطفال للتلفاز والتسويق لها عبر الإنترنت ووضع قواعد إرشادية لمصنعي المواد الغذائية والمستوردين للحد من السكر والملح و الزيوت المهدرجة جزئيا ومراقبة ملصقات الاطعمة  التي تحدد كمية السعرات الحرارية والسكر وغير ذلك ..
    
- تغطية التأمين الصحي او دعمه لكل مرضى السكري  و تعزيز نظام الحياة الصحي

اخيرا اؤكد لكم ثبوت فعالية التدابير المتعلقة بنمط المعيشة في الوقاية من داء السكري من 2 أو تأخير ظهوره.وحتى الشفاء منه في بعض بدايات الحالات المكتشفة  

وللمساعدة على الوقاية من داء السكري من النمط 2 ومضاعفاته، ينبغي أن يقوم الأشخاص :

_العمل على بلوغ الوزن الصحي والحفاظ عليه؛

_ممارسة النشاط البدني- أي ما لا يقلّ عن 30 دقيقة من النشاط البدني المعتدل والمنتظم خلال معظم أيام الأسبوع.

_اتباع نظام غذائي صحي مع الحد من المواد السكرية والدهون المشبّعة؛
تجنّب تعاطي التبغ، حيث إن التدخين يزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية..

ان تغييرات بسيطة نجريها اليوم في روتين حياتنا لها اثار إيجابية دائمة على صحتنا ورفاهيتنا في المستقبل.


ليست هناك تعليقات