هدوء تام في مخيم عين الحلوة
يسود الهدوء التام مخيم عين الحلوة صباح اليوم الجمعة بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار الذي أُعلن بمساع من رئيس مجلس النواب نبيه بري، حيز التنفيذ عند الساعة السادسة من مساء امس، ولم يخلو الأمر من خروقات محدودة اقتصرت على محور جبل الحليب – حطين وقد جرى معالجتها سريعا".
ويأتي اتفاق وقف اطلاق النار كخطوة أولى ضمن مسار متعدد الخطوات لمعالجة تداعيات الاشتباكات التي اندلعت بين حركة "فتح" وتجمع الشباب المسلم منذ 30 تموز الماضي في اعقاب جريمة اغتيال قائد الامن الوطني في منطقة صيدا اللواء ابو اشرف العرموشي ورفاقه، وادت في جولتها الاخيرة التي اندلعت يوم الخميس الماضي إلى سقوط 9 قتلى واكثر من 37 جريحا توزعوا بين مستشفيات الهمشري (8 قتلى و14 جريحا)، الراعي (قتيل و5 جرحى) والنداء الانساني (18 جريحا).
وتتوقع مصادر فلسطينية ان "يستتبع وقف اطلاق النار بخطوة اخرى اليوم تتمثل بإخلاء مدارس وكالة الأونروا وتسليمها إلى الإدارة من أجل إجراء مسح أمني ثم تقييم لوجستي تمهيدا لعملية الترميم والصيانة قبل بدء العام الدراسي الجديد".
ومن المقرر ان يعقد في منزل أمين عام التنظيم الشعبي الناصري النائب اسامة سعد، اجتماع دعا اليه نوابا ومرجعيات دينية إسلامية ومسيحية وفعاليات سياسية واقتصادية واجتماعية، لاتخاذ الموقف المناسب من تداعيات الأحداث الخطيرة في عين الحلوة.
وقالت مصادر "فتح"، لـ"الشرق الأوسط"، إنها "ملتزمة بما اتفق عليه وستعطي فرصة جديدة للمساعي السلمية لتنفيذ المطالب التي كان اتفق عليها، وأبرزها تسليم قتَلة القيادي الفتحاوي اللواء أبو أشرف العرموشي ورفاقه".
وقال قائد الأمن الوطني الفلسطيني بمنطقة صيدا، العميد أبو إياد الشعلان، إن "كل القوى الإسلامية، وخصوصاً عصبة الأنصار وحماس والجهاد الإسلامي، أصبحت طرفاً في المعارك، إن كان من خلال دعمها المتشددين، أو المشاركة في القتال لصالحهم ومدّهم بالمقاتلين من خارج المخيم»، مؤكداً، في حديث، لـ"الشرق الأوسط"، "جهوزية فتح التامة للمواجهة واجتثاث المتشددين المخرّبين باعتبارهم لا يشكلون خطراً على المخيم وحده، وإنما أيضاً على مناطق الجوار".
وأوضح الشعلان أن "فتح أعطت كثيراً من المُهل والفرص لتسليم قتَلة القيادي الفتحاوي اللواء أبو أشرف العرموشي ورفاقه، لكن كل الوعود ضربها المتشددون عرض الحائط"، لافتاً إلى أن "خوض معركة حقيقية وهجوم كبير بوجههم ليس مستبعَداً، وإن كنا لن نتخذ مثل هذا قرار من دون التنسيق مع القوى الأمنية اللبنانية باعتبارنا في النهاية ضيوفاً على أرض لبنانية".
التعليقات على الموضوع