مشاريع الرحاب السكنية

تحدثت مع صديقك عن أشياء فظهرت لك على فيسبوك بعدها؟ إليك السبب في ذلك

 



في عالم اليوم، حيث الخصوصية تصبح أكثر تعقيداً، يلاحظ العديد من المستخدمين ظاهرة غريبة: يتحدثون عن منتج معين، وبعد فترة قصيرة، يرون إعلاناً عن هذا المنتج على فيسبوك. هذه الظاهرة أثارت الكثير من الأسئلة حول كيفية تتبع فيسبوك لاهتمامات المستخدمين وما إذا كانت المنصة تستمع إلى محادثاتهم.


في هذا المقال، سنستكشف الآليات التي تجعل هذا ممكناً ونوضح بعض الأساطير والحقائق حول التكنولوجيا المستخدمة.


التتبع الرقمي والإعلانات المستهدفة

حسب موقع “mcnuttpartners” الأمريكي من أجل فهم كيف تظهر لك إعلانات محددة بدقة متناهية، من الضروري استيعاب مفهوم الإعلانات المستهدفة. تقنيات التتبع الرقمي التي تعتمدها منصات مثل فيسبوك تشمل استخدام البيانات المتنوعة التي يتركها المستخدمون أثناء تصفحهم الإنترنت.


هذه البيانات لا تقتصر فقط على تاريخ التصفح والنقرات على الإعلانات، بل تمتد لتشمل التفاعلات المعقدة مع المحتوى المختلف، مثل الوقت الذي يقضيه المستخدم في مشاهدة فيديو معين أو تفاعله مع منشورات محددة.


علاوة على ذلك، فيسبوك يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل هذه البيانات واستخلاص نماذج سلوكية يمكن من خلالها التنبؤ بالمنتجات والخدمات التي قد تجذب اهتمام المستخدم. عن طريق تحليل العلاقات المعقدة بين الأنشطة المختلفة للمستخدمين، يمكن لفيسبوك أن يعرض إعلانات تظهر ليس فقط بناءً على ما تم البحث عنه صراحةً، ولكن أيضاً استناداً إلى التوقعات المستقبلية لسلوكياتهم واهتماماتهم.


هذه التقنيات تسمح لفيسبوك بتقديم تجربة مخصصة بشكل كبير، حيث يتم عرض الإعلانات بطريقة تتناسب تماماً مع السياق الفردي لكل مستخدم. وبالتالي، تصبح الإعلانات أكثر فاعلية وأقل إزعاجاً، نظراً لأنها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالاهتمامات الحقيقية والمتجددة للمستخدمين.


خوارزميات فيسبوك تمثل العمود الفقري لنظام الإعلانات المستهدفة، حيث تلعب دوراً محورياً في صقل وتحديد الإعلانات التي يتم عرضها لكل مستخدم. هذه الخوارزميات متطورة بما يكفي لتحليل كميات هائلة من البيانات المجمعة واستخدامها للتنبؤ بالموضوعات والمنتجات التي قد تثير اهتمام المستخدمين في المستقبل.


العملية لا تقتصر على تتبع الكلمات التي يتم البحث عنها أو الصفحات التي يتم زيارتها فقط، بل تشمل أيضاً تحليل سلوكيات المستخدمين وتفاعلاتهم عبر التطبيقات المختلفة التي ترتبط بحساباتهم على فيسبوك.


على سبيل المثال، إذا كنت تتصفح مواقع ويب تتعلق بالرياضة بشكل متكرر، فمن المحتمل أن تظهر لك إعلانات تتعلق بالمعدات الرياضية أو الأحداث الرياضية المقبلة. كما يمكن لهذه الخوارزميات أن ترصد الأنماط في تفاعلك مع المنشورات المختلفة، مثل الإعجاب أو التعليق، لتحديد الإعلانات التي يُرجح أن تلفت انتباهك.


من خلال دمج هذه المعلومات مع نماذج التعلم الآلي والتحليل التنبؤي، تقوم خوارزميات فيسبوك ببناء صورة دقيقة ومفصلة لكل مستخدم، مما يتيح عرض إعلانات تكون في غاية الصلة والفاعلية. هذا النوع من التخصيص ليس فقط يعزز تجربة المستخدم بل يعود بالفائدة على المعلنين من خلال زيادة فرص النقر على الإعلانات واستهداف الجمهور المناسب بدقة متناهية.


الأساطير حول الاستماع والواقع

الكثير من المستخدمين يعبرون عن قلقهم بشأن فكرة أن فيسبوك قد يستخدم الميكروفونات في الأجهزة المحمولة للاستماع إلى المحادثات الحية، ومن ثم استغلال هذه المعلومات في توجيه الإعلانات. هذا الادعاء أثار جدلاً واسعاً، ولكن فيسبوك نفسه نفى هذه الادعاءات بشكل قاطع ومتكرر.


على الرغم من النفي، لا يزال البعض مقتنعين بأن هذا النوع من التتبع يحدث. ومع ذلك، الأبحاث والدراسات المستقلة التي أجريت حول هذا الموضوع لم تظهر دليلاً قاطعاً يدعم هذه الادعاءات.


في الواقع، يُعتقد أن التطابق الملحوظ بين المحادثات والإعلانات التي يراها المستخدمون يعود بشكل أساسي إلى كفاءة خوارزميات فيسبوك في تحليل واستخدام البيانات الأخرى المجمعة بطريقة قانونية ومقبولة. هذه البيانات تشمل تاريخ التصفح، النقرات، التفاعلات مع المحتوى، وحتى البيانات التي يمكن جمعها من التطبيقات الأخرى المرتبطة بحساب فيسبوك.



يمكن القول إن الجدل الدائر حول استخدام الميكروفونات هو نتيجة سوء فهم للطرق التي تستخدم بها المنصات الرقمية البيانات لتحسين تجربة المستخدمين وتوجيه الإعلانات بشكل أكثر دقة. هذه الفاعلية في التخصيص، بينما تظهر كأنها تنصت، هي في الحقيقة مجرد استخدام متقدم للبيانات الرقمية المتاحة.


تأثير هذه التقنيات على الخصوصية

التوجيه الإعلاني المتقدم الذي تتيحه خوارزميات فيسبوك يمكن أن يثير قلقاً ملحوظاً بين المستخدمين بشأن خصوصيتهم، وهو ما يدفع إلى ضرورة زيادة الوعي حول نوعية البيانات التي يتم جمعها وكيفية استخدامها. ففي حين أن هذه التقنيات تعزز من كفاءة الإعلانات وتجعلها أكثر صلة بالمستخدمين، إلا أنها تطرح تحديات كبيرة تتعلق بحماية البيانات والخصوصية.


من المهم أن يكون المستخدمون مطلعين على الإعدادات الخاصة بالخصوصية في حساباتهم، وأن يفهموا كيف يمكن لخياراتهم أن تؤثر على البيانات التي يتم جمعها. يجب على المنصات مثل فيسبوك أن توفر إرشادات واضحة ومفصلة حول كيفية جمع البيانات واستخدامها، وأن تعمل على تعزيز الشفافية من خلال تقديم خيارات أكثر تحديداً للموافقة على استخدام البيانات.


بالإضافة إلى ذلك، يتوجب على المنصات العمل على تطوير تقنيات تحافظ على خصوصية المستخدمين حتى في ظل استخدام بياناتهم للتوجيه الإعلاني. هذا يمكن أن يشمل تقنيات مثل التعلم الآلي الفيدرالي، الذي يمكنه تحليل البيانات دون الحاجة إلى تخزينها مركزياً، مما يقلل من خطر التعرض لخروقات البيانات.


في نهاية المطاف، يجب على المستخدمين والمنصات على حد سواء العمل معاً لضمان بيئة رقمية تحترم الخصوصية وتحمي البيانات، مع الاستفادة من فوائد التكنولوجيا المتقدمة بطريقة تحافظ على ثقة وأمان المستخدمين.

ليست هناك تعليقات