جولات التصعيد مستمرّة بين إيران وإسرائيل...
تدخل المواجهة الإسرائيلية - الإيرانية يومها الثالث على التوالي وسط تصاعد الهجمات المتبادلة بينهما..
فمع تواصل الضربات الإسرائيلية على مواقع عدّة في طهران، شنّ الجيش الإيراني هجوماً كبيراً أدى إلى أضرار جسيمة في تل أبيب بالإضافة إلى قتلى وجرحى ومفقودين.
ويتواصل هذا المشهد مع دعوات دولية بوقف التصعيد وتجنيب المنطقة المزيد من الأزمات والحروب.
وفي آخر المستجدّات، وبعد ليلة حامية، أفادت القناة 12 الإسرائيلية بارتفاع عدد المصابين جراء سقوط الصواريخ الإيرانية إلى 240 وعشرات العالقين.
فقد شنّت إيران مساء السبت هجوماً واسعاً ومزدوجاً على إسرائيل، مستخدمة أكثر من 50 صاروخاً باليستياً وعدداً من المسيرات، في عملية عسكرية منسّقة وصفت بأنها الأوسع منذ بدء التوتر بين الطرفين.
وأدت موجات من الهجمات الصاروخية الإيرانية على إسرائيل إلى مقتل 8 أشخاص على الأقل ليل السبت الأحد، بينهم أطفال، وفق خدمة الاسعاف الاسرائيلية، بعد أن دفعت صفارات الإنذار ملايين الأشخاص ليهرعوا إلى الملاجئ.
في التفاصيل، في وسط اسرائيل، قُتل أربعة أشخاص على الأقل، بينهم طفل يبلغ 10 أعوام، وأصيب نحو 100 آخرين في هجوم صاروخي، وفقاً للمتحدّث باسم نجمة داوود الحمراء.
وأضاف المتحدث أن 37 شخصاً آخرين أصيبوا في منطقة شفيلا.
وبعد أن دمّر هجوم سابق مبنى من 3 طوابق في منطقة الجليل الغربي في إسرائيل في وقت متأخر السبت، قالت نجمة داوود الحمراء إن ثلاث نساء قُتلن.
وأكّدت خدمة الإسعاف في بيان وفاة امرأتين في الموقع فيما أعلنت وفاة الثالثة في المستشفى.
وقالت خدمة الإسعاف إن صاروخاً إيرانياً أصاب منزلاً في منطقة حيفا السبت ما أسفر عن مقتل امرأة في العشرينات وإصابة 14 شخصاً آخرين.
وقال متحدّث باسم خدمة نجمة داوود الحمراء للقناة الـ12 الإسرائيلية إن قرابة 200 شخصاً أصيبوا في ضربات صاروخية إيرانية ليلاً.
في السياق، أشار إعلام إسرائيلي إلى اعتراض نحو 100 صاروخ بالستي وعشرات المسيّرات الإيرانية ضمن موجتين باتجاه الشمال وتل أبيب.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الرقابة العسكرية فرض حظر نشر على 4 أحداث حصلت الليلة والليلة الماضية.
وتحدّثت الشرطة الإسرائيلية عن "دمار ضخم" في بات يام جنوب تل أبيب وانقطاع للكهرباء.
ولفتت "يسرائيل هيوم" إلى أن فرقاً طبية قرّرت إقامة مركز للتعرّف على القتلى في بات يام.
بدوره، قال رئيس بلدية بات يام في تل أبيب إن "61 مبنى تعرّضت إلى أضرار جراء سقوط صاروخ إيراني 6 منها سيتم هدمها بالكامل وأكثر من 20 مفقوداً تحت أنقاض المبنى الذي تعرّض لإصابة مباشرة".
وكشفت تقارير إعلامية عن فقدان 35 شخصاً في المنطقة جراء الضربات الإيرانية.
وأوضحت وسائل إعلام إسرائيلية أن هجوم السبت تضمّن أيضاً إطلاق صاروخ من اليمن بالتوازي مع الهجوم الإيراني، في ما اعتُبر تنسيقاً إقليمياً غير معلن.
وفي المقبال، أعلنت إيران أن مستودع النفط في شهران استُهدف في هجوم إسرائيلي لكن الوضع تحت السيطرة، وأن حريقا اندلع بعد هجوم إسرائيلي على مصفاة للنفط قرب العاصمة. واستهدفت الغارات الإسرائيلية أيضاً مبنى وزارة الدفاع الإيرانية في طهران، ما أدى إلى وقوع أضرار طفيفة، وفقاً لوكالة "تسنيم" الإيرانية للأنباء اليوم الأحد.
وأعلن الحرس الثوري الإيراني أن الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية استهدفت البنية التحتية للطاقة في إسرائيل ومنشآت لإنتاج وقود الطائرات المقاتلة.
وحذّرت قوة النخبة من أن هجمات طهران ستكون "أشد وطأة" إذا واصلت إسرائيل اعتداءاتها.
نقلت وكالة أنباء "فارس" عن مصدر مطلع قوله إن الصواريخ التي استُخدمت في الجولة الجديدة من الهجمات على تل أبيب، فجر الأحد، كانت مزودة برؤوس حربية شديدة الانفجار.
وقال المصدر إنه في الجولة الجديدة من الرد على إسرائيل، استخدم الحرس الثوري الإيراني صاروخ "حاج قاسم" الباليستي التكتيكي الموجه والمزوّد بوقود صلب.
وكشف النقاب عن "حاج قاسم" في 2020، ويبلغ طوله قرابة 11 مترا، ويصل وزنه إلى 7 أطنان.
ويحمل الصاروخ رأسا حربي بوزن نصف طن، ويصل مداه إلى 1400 كيلومتر، حسبما ذكرت وكالة "مهر نيوز".
ويعتبر "حاج قاسم" الجيل الجديد من صواريخ "فاتح 110″، ويتمتع بالقدرة على تفادي أنظمة الدفاع الصاروخي.
وتصل سرعة دخول الصاروخ إلى الغلاف الجوي 12 ماخ، بينما تبلغ سرعة اصطدامه بالأرض 5 ماخ.
ومن مواصفات هذا الصاروخ أن إمكانية إطلاقه من وسط إيران يقلّل بشكل كبير من إمكانية رصده قبل إطلاقه، كما يعطي فرصة أقل لأنظمة الدفاع الصاروخي المضادة لرد فعل محتمل.
كذلك فإن الرأس الحربي القابل للفصل لهذا الصاروخ الذي يتمتع بانعكاس راداري عالي جدا وسرعته العالية في دخول الغلاف الجوي تجعل من الصعب جدا على أنظمة صواريخ المضادة التعامل معه وتزيد بشكل كبير من معدل نجاح الهجوم الصاروخي.
التعليقات على الموضوع