مشاريع الرحاب السكنية

يوم التروية" أول محطات الحجاج لأداء نسكهم..





يواصل حجاج بيت الله الحرام صباح اليوم، الثامن من شهر ذي الحجة في التوافد إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية، مكثرين من التلبية والتسبيح والتكبير، ليتوجهوا صباح يوم غدٍ إلى صعيد عرفات.

حيث تبدو "منى" من بعيد كمدينة بيضاء نابضة، تحتضن الحجاج من كل فجّ عميق، في أكبر تجمع بشري مؤقت في العالم في هذه البقعة الجغرافية الصغيرة، ففي كل خيمة تحتوي قصة، وكل وجه يحمل دعاء، وهناك من جاء طلبًا لمغفرة، وهناك من جاء شكرًا على نعمة، وبينهما قلوب تستعد لأعظم يوم غدا في يوم عرفة.

في حين جرت عملية تفويج الحجاج إلى مشعر منى منذ قبيل فجر اليوم، وفق مسارات وأوقات محددة، وسط تشديدات أمنية مكثفة لمنع دخول أي سيارة أو حافلة لا تحمل تصريحا بدخول المشاعر المقدسة.

و بدأ حجاج بيت الله الحرام التوافد إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية اليوم الأربعاء الثامن من شهر ذي الحجة 1446هـ، مكثرين من التلبية والتسبيح والتكبير، ليتواجد اليوم قرابة 64 بالمائة من الحجاج، في حين أن 36 بالمائة يتوجهون مباشرة للوقوف بعرفة (الوقفة الكبرى)، ثم يعودون إلى مشعر منى بعد "النفرة" من عرفة والمبيت بمزدلفة، وذلك لقضاء أيام (10 - 11 - 12 - 13)، ورمي الجمرات الثلاث، جمرة العقبة والجمرة الوسطى والجمرة الصغرى إلا من تعجّل.

ويعتبر قضاء يوم التروية في مشعر منى، هي أول محطات الحجاج لقضاء نسكهم، بعد أن شهد المشعر منذ وقت مبكر استعدادات خدمية واسعة ومتطورة، لتوفير سبل الراحة والطمأنينة لحجاج بيت الله الحرام، حتى يتمكنوا من أداء نسكهم بكل يسر وخشوع.

فيما سُمي اليوم الثامن من ذي الحجة ضمن رحلة الحاج بـ"يوم التروية"، لأن الناس كانوا يتروون فيه من الماء، ويحملون الماء بِالرَّوَايَا إلى منى، استعداداً ليوم عرفة في التاسع من ذي الحجة، ويبيت حجاج بيت الله الحرام بمنى، اتباعاً لسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- ويؤدون خمس صلوات، وهي صلاة الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، وفجر يوم عرفة، ثم التوجه إلى عرفات مع طلوع شمس اليوم التاسع.

يقع مشعر منى بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة على بعد سبعة كيلومترات شمال شرق المسجد الحرام، وهو حد من حدود الحرم تحيطه الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكَن إلا مدة الحج، ويحدُّه من جهة مكة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي "محسر".

ويُعد مشعر منى ذا مكانة تاريخية ودينية، به رمى نبي الله إبراهيم -عليه السلام- الجمار، وذبح فدي إسماعيل -عليه السلام-، ثم أكد نبي الهدى - صلى الله عليه وسلم - هذا الفعل في حجة الوداع وحلق، وأستنّ المسلمون بسنته يرمون الجمرات ويذبحون هديهم ويحلقون.

ويشتهر المشعر بمعالم تاريخية منها الشواخص الثلاث التي ترمى، وبه مسجد "الخيف"، الذي اشتق اسمه نسبة إلى ما انحدر عن غلظ الجبل وارتفع عن مسيل الماء، والواقع على السفح الجنوبي من جبل منى، وقريباً من الجمرة الصغرى، وقد صلى فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - والأنبياء من قبله.

العربية..







 

ليست هناك تعليقات