نائب في "حزب الله": المقاومة باقية ولن نتخلّى عن قوّتنا وقدراتنا
أكّد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن عز الدين اليوم الأحد أن "المقاومة التي تمتلك هؤلاء الأبطال الشهداء، الذين كانوا كالأسود في المواجهة ومنعوا العدو الإسرائيلي من النيل من إرادتهم أو كسر عزيمتهم، لا يمكن أن تكون قابلة للانكسار في إرادتها أو قابلة للهزيمة ورفع راية الاستسلام، مهما فعل الأميركيون والإسرائيليون".
وقال، في "الاحتفال التكريمي الذي نظّمه حزب الله للشهيد محمد فادي شعيتو (منتظر) في بلدة الطيري الجنوبية": "نجد أن الضغوطات الأميركية تزداد يوماً بعد يوم، سواء من خلال الضغط النفسي والتضليل والحرب الناعمة لجعلنا نستسلم وتكسر إرادتنا، ولكن دعونا نقوم بجردة سريعة بشأن ما قدّمه الأمريكيون للبنان، فهل قدّموا أموالاً للبنان؟ وهل قدّموا سلاحاً للجيش اللبناني الوطني ليدافع عن نفسه وعن أرضه؟ وهل قدّموا دعماً سياسياً أو دبلوماسياً لموقف لبنان في المحافل الدولية؟ ما الذي قدّمه الأميركي؟ هو يتدخّل في شؤون لبنان الداخلية في الصغيرة والكبيرة، ويملي إرادته على السياسيين وغير السياسيين بشكل فجّ ووقح أيضاً".
وشدّد على أن "هذا التدخّل في شؤون لبنان ينطلق من دعم أميركا المطلق للعدو الإسرائيلي وإطلاق يده، فأميركا تضغط على لبنان ولم تأتِ لتساعده، ولم تضغط على إسرائيل لإلزامها بما تم التوافق عليه، في حين أن المقاومة ملتزمة ولبنان التزم بما تعهّد به، أمّا العدو الإسرائيلي لم يلتزم وما زال يمارس العدوان بصيغ مختلفة في الجو والبحر والبر، فيقتل من يريد ويغتال بمسيراته اللبنانيين والمواطنين اللبنانيين، من دون أن يحرّك الأميركي ساكناً".
وأضاف: "أليس الأميركي قادراً على منعه؟ هو قادر بالتأكيد لكنّه لا يريد ذلك، لأن المشروع الأساسي في المنطقة هو بيد أميركا، إن كان في لبنان أو سوريا أو العراق أو غيرها، وما هو آتٍ ربما سيكون أعظم مما نشهده اليوم على مستوى المنطقة. وبالتالي، ما يجري اليوم هو أن الأميركي صاحب المشروع، يخطط له ويستخدم العدو لتنفيذ أهدافه".
وتساءل عز الدين "لماذا لا تساعد أميركا لبنان في الضغط على إسرائيل للانسحاب من النقاط الخمسة التي تحتلها؟ ولماذا لا تمنع العدو من انتهاك السيادة اللبنانية؟ ولماذا لا تمنعه عن الإغارة التي ينفذها على البنى التحتية التي يدعي استهدافها؟".
وأردف: "أميركا تدعم إسرائيل لترويع الناس، لتخويف الناس، وللضغط النفسي على الناس من أجل تحقيق أهداف هذا العدو، الذي يريد أن يقضي على كل قدرة تمكّن شعباً أو دولة من الدفاع عن نفسهما، وهذا ما حصل في سوريا، فبمجرّد انقلاب النظام وسيطرة الفصائل المسلحة، أول ما قامت به إسرائيل هو تدمير كل القدرات العسكرية والمراكز الاستراتيجية والمطارات والطائرات والدبابات والمصانع وغيرها، أي كل ما يؤدي إلى جعل سوريا ضعيفة وغير قادرة على الدفاع عن نفسها، قبل أن يتقدّم في البر ويحتل أراضي سورية، فإسرائيل لا تجرؤ على التوغّل لو علمت أن هناك من يقف في وجهها ويقاتلها، لكن مع غياب القوة والقدرة والإرادة والتصميم، تقدّمت واحتلت، ومن هنا يجب أن نلتفت إلى هذه المعادلة التي يعمل العدو على أساسها، فينزع القدرات والإمكانيات من أي بلد أو شعب أو مجموعة تريد أن تعيش بكرامة وتواجه وتدافع عن نفسها، ومن بعدها يحتل ويدخل ويتوسع، ولكن بماذا نقاتل حينئذ!؟".
وشدّد على أن "موقفنا واضح بعدم التخلّي عن قوتنا وقدراتنا التي تجعلنا دائماً نحافظ على كرامتنا وعلى وطننا وأرضنا وثرواتنا"، لافتاً إلى أنّه "علينا كقوى سياسية في لبنان- بدلاً من الرهان على الأميركي- أن نعمل جميعاً لتقوية الموقف اللبناني الموحّد وتصليبه في ما يتعلّق بالمواجهة مع هذا العدو، لأن لبنان الذي عمل على موقف موحد، وأبلغه إلى المبعوث الأميركي توم برّاك، يجب أن يواصل تحصين هذا الموقف والوقوف خلفه، وعلى جميع القوى التي تنادي بالسيادة، أن تدعم هذا الموقف وأن تقف خلف الدولة، وبالتالي نقف كلبنانيين جميعاً بتوحدنا وتفاهمنا وبوفاقنا الوطني، بالحد الأدنى لمواجهة هذا العدو، وتفويت الفرصة عليه والبقاء ثابتين بأرضنا".
وختم: "المقاومة باقية ومستمرّة طالما أن هؤلاء الشهداء قدموا دماءهم وبقيت أمانتهم في أعناقنا، وخاصة عائلاتهم التي تتقدّم مسيرة رفع رايتهم لإكمال الطريق على نهجهم ولن نتراجع".
التعليقات على الموضوع