مشاريع الرحاب السكنية

الرئيس بري: العقول الشيطانية أخطر على لبنان من سلاح المقـ,,ـاومة الذي حرر الأرض والإنسان




أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري أن من يقود حملات التنمّر السياسي والشتم والشيطنة والتحقير على نحوٍ ممنهج بحق طائفةٍ مؤسِّسة للكيان اللبناني، هو نفسه قبل العدوان وخلاله ولا يزال حتى الساعة، وكان يعمل في السرّ والعلن على إطالة أمد الفراغ، مراهناً على وقائع العدوان الإسرائيلي ونتائجه التي قد ينجم عنها خللٌ في موازين القوى وانقلابٌ في المعادلات، علّها تكون فرصة لإعادة ضخّ الحياة في مشاريع قديمة جديدة ولو كانت على ظهر دبابة إسرائيلية.

واعتبر رئيس المجلس أن العقول الشيطانية أخطر على لبنان من سلاح المقاومة الذي حرر الأرض والإنسان وصان الكرامة والسيادة الوطنية، قائلاً: إنه وبالرغم من هذا النكران نعود ونؤكد أننا منفتحون لمناقشة مصير هذا السلاح الذي هو عزّنا وشرفنا كلبنان، في إطار حوار هادئ توافقي تحت سقف الدستور وخطاب القسم والبيان الوزاري والقوانين والمواثيق الدولية بما يفضي إلى صياغة استراتيجية للأمن الوطني تحمي لبنان وتحرر أرضه وتصون حدوده المعترف بها دولياً، وأبداً ليس تحت وطأة التهديد وضرب الميثاقية واستباحة الدستور ولا في القفز فوق البيان الوزاري وتجاوز ما جاء في خطاب القسم والإطاحة باتفاق وقف إطلاق النار الذي يمثل إطاراً تنفيذياً للقرار 1701.

وحذّر الرئيس بري من اجتماع الجهل والتعصّب ليصبح سلوكاً لدى البعض، فهو الطريق إلى الخراب، لافتاً إلى أن الاستسلام للحقد والحاقدين والانقياد خلفهما يحجب الرؤية عن معرفة من هو العدو الحقيقي للبنان واللبنانيين.

وأكد أن موقف وزراء الثنائي في جلستي 5 و7 آب لم يكن موقفاً طائفياً أو مذهبياً، إنما هو موقف وطني بامتياز، نابع من الحرص على لبنان، مشدداً على أنه من غير الجائز وطنياً وبأي وجهٍ من الوجوه رمي كرة النار هذه في حضن الجيش اللبناني. وأوضح أن ما هو مطروح في الورقة الأميركية يتجاوز مبدأ حصر السلاح وكأنه بديل عن اتفاق تشرين الثاني لوقف إطلاق النار، قائلاً: إننا لسنا إلّا دعاة وحدة وتعاون، وبهذه الروحية فقط، وبالسلوك المرتكز على الدستور وتحمل المسؤولية الوطنية دون تفريط بالثوابت، نحمي لبنان وندرأ عنه الفتن ونعيد إعماره، ونحفظه وطناً نهائياً للجميع، لجميع أبنائه.

وحول قضية إخفاء سماحة الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه، أكد الرئيس بري أنه ومهما طال الزمن لن ننسى، ولن نساوم، ولن نسامح في هذه القضية، فهي أكبر من قضية طائفة، إنها قضية وطن، والوطن لا يموت.

مواقف دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري جاءت خلال الكلمة المتلفزة التي وجّهها إلى اللبنانيين بمناسبة الذكرى السنوية السابعة والأربعين لجريمة إخفاء سماحة الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه فضيلة الشيخ محمد يعقوب والإعلامي عباس بدر الدين، التي أحيتها حركة "أمل" هذا العام تحت شعار: لبنان وطن نهائي.

وجاء في كلمة الرئيس بري التالي:

باسمه تعالى

سبعة وأربعون عاماً يا وجه الأنبياء...

دهرٌ من المغيب.

سرّ البقاء... والنقاء... من عاشوراء ونبض كربلاء وسرّ اللقاء.

وإيماناً بلبنان وطناً نهائياً لجميع أبنائه، نهجاً اخترناه وليس شعاراً، نحيي فيه ذكرى جريمة تغييبك لهذا العام بل سلوكاً وقولاً وفعلاً بذلنا وسوف نبذل في سبيله أسمى التضحيات ولن نبدّل تبديلاً.

في ذكراك سيدي الإمام، لك ولفضيلة الشيخ محمد يعقوب والإعلامي عباس بدر الدين عهد الوفاء والانتماء، ومن خلالك تحية الاعتزاز والتقدير للشهداء، كل الشهداء، لا سيما أولئك الذين ارتقوا خلال الحرب العدوانية الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت ولا تزال تستهدف لبنان، وفي مقدم تلك القافلة الأخ ورفيق الدرب سماحة السيد حسن نصر الله.

والتحية موصولة لجماهيرك في لبنان المقيم والمغترب، ولأبناء القرى الحدودية المدمرة منازلهم والمحروقة حقولهم.

وأضاف الرئيس بري:

أيها اللبنانيون،

والبداية كما العادة من جريمة إخفاء وخطف وحجز حرية الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه، جريمة نفذها معمر القذافي، مكتفياً بإيجاز للمسار الذي وصل إليه التحقيق في هذه الجريمة المتمادية منذ 47 عاماً، إمعاناً في الإخفاء وتقصداً من السلطات الليبية القائمة بعدم التعاون مع القضاء اللبناني، وهو أمر وضع التحقيق للسنة الثانية – للأسف – في حالة مراوحة وجمود دون أي تقدم. وهو أمر بقدر ما يثير الاستنكار، يضع أيضاً السلطات الليبية في دائرة الشبهة والتآمر.

ما يعزز لدينا القناعة بأن جريمة اختطاف إمام الوطن والمقاومة ورفيقيه في آب عام 1978 تتجاوز في أبعادها وملابساتها كونها تغييب أشخاص أعزاء وقامات شامخة ورموزاً محورية على المستوى الوطني والروحي والإنساني فحسب، إنما هي أيضاً محاولة متواصلة ودائمة لاختطاف لبنان بما يمثّل من موقعٍ ودور ورسالة حضارية للعالم.

عهدُنا ووعدُنا لعائلة الإمام الصدر ورفيقيه ولجماهيره أنه مهما طال الزمن لن ننسى، ولن نساوم، ولن نسامح في هذه القضية، فهي أكبر من قضية طائفة، إنها قضية وطن، والوطن لا يموت.

وفي الشأن المتصل بالمستجدات والوقائع السياسية اللبنانية، قال رئيس المجلس النيابي:

أيها اللبنانيون،

في الشأن المتصل بالوقائع والمستجدات السياسية، لا بد من إنعاش ذاكرة من لا يريد أن يتذكر مواقفنا وتحديداً منذ تاريخ 27 تشرين الثاني عام 2024. ومنها – على سبيل المثال لا الحصر – أنني وخلال الدعوة التي وجهتها لأبناء الجنوب للعودة إلى قراهم، وتضمنت مناشدة لكافة القوى السياسية، وقلنا حينها: إن المرحلة ليست لنكأ الجراح ولا للرقص فوق الدماء.

مددنا اليد بصدق وانفتاح من أجل التعاون والعمل سوياً لإنقاذ لبنان، فأنجزنا الاستحقاق الرئاسي ورحبنا وأيدنا ودعمنا كل ما جاء في خطاب القسم، رغم إدراكنا أن من يقود حملات التنمّر السياسي والشتم والشيطنة والتحقير على نحوٍ ممنهج بحق طائفةٍ مؤسِّسة للكيان اللبناني، هو نفسه قبل العدوان وخلاله ولا يزال حتى الساعة، وكان يعمل في السرّ والعلن على إطالة أمد الفراغ، مراهناً على وقائع العدوان الإسرائيلي ونتائجه التي قد ينجم عنها خللٌ في موازين القوى وانقلاب في المعادلات، علّها تكون فرصة لإعادة ضخّ الحياة في مشاريع قديمة جديدة ولو كانت على ظهر دبابة إسرائيلية.

هذه عينة لا تشبه لبنان ولا اللبنانيين الذين شرّعوا منازلهم في القاع ودير الأحمر والشمال والجبل وبيروت، لأبناء الجنوب ضيوفاً أعزاء بينهم. لن ننسى هذا أبداً ما حيينا.

وأضاف الرئيس بري:

أيها السادة،

حذارِ أن يجتمع الجهل والتعصّب ليصبح سلوكاً لدى البعض، فهو الطريق إلى الخراب. فالاستسلام للحقد والحاقدين والانقياد خلفهما يحجب الرؤية عن معرفة من هو العدو الحقيقي للبنان واللبنانيين.

حذاري ثم حذاري من خطاب الكراهية الذي بدأ يغزو العقول وتُفتح له الشاشات والمنابر والمنصات، فالعقول الشيطانية أخطر على لبنان من سلاح المقاومة الذي حرر الأرض والإنسان وصان الكرامة والسيادة الوطنية.

وتابع رئيس المجلس النيابي:

إننا وبالرغم من هذا النكران نعود ونؤكد أننا منفتحون لمناقشة مصير هذا السلاح الذي هو عزّنا وشرفنا كلبنان، في إطار حوار هادئ توافقي تحت سقف الدستور وخطاب القسم والبيان الوزاري والقوانين والمواثيق الدولية بما يفضي إلى صياغة استراتيجية للأمن الوطني تحمي لبنان وتحرر أرضه وتصون حدوده المعترف بها دولياً، وأبداً ليس تحت وطأة التهديد وضرب الميثاقية واستباحة الدستور، ولا في القفز فوق البيان الوزاري وتجاوز ما جاء في خطاب القسم والإطاحة باتفاق وقف إطلاق النار الذي يمثل إطاراً تنفيذياً للقرار 1701، وهو الاتفاق الذي نفذه لبنان بشكل كامل بشهادة تقارير قوات اليونيفل وقائدها مؤخراً، وتأكيد لبنان في أكثر من مناسبة أنه ماضٍ، ومن خلال جيشه، باستكمال ما هو مطلوب منه لتطبيق ما لم يطبق من هذا الاتفاق، الذي لم تلتزم به المستويات السياسية والعسكرية في الكيان الإسرائيلي بأيٍّ من بنوده.

لا لجهة الانسحاب من الأراضي التي لا تزال تحتلها بما يُعرف بالتلال الخمس، بل إنه – وللأسف – وبعد أن وافقت الحكومة اللبنانية على أهداف ما يسمى الورقة الأميركية، زاد من احتلاله داخل الأراضي اللبنانية وواصل عدوانه اغتيالاً وقتلاً للبنانيين، ومانعاً سكان أكثر من 30 بلدة وقرية من العودة إليها.

وللعلم، لمن لا يعلم، أن هذه القرى ليست كلها قرى شيعية، فأكثر من عشرٍ منها تعود لأبناء الطائفة السنية الكريمة، وبعضها أيضاً يشبه لبنان بجناحيه المسلم والمسيحي، كما بلدتا يارون والخيام حيث استهدفت العدوانية الإسرائيلية فيهما المساجد والكنائس على حد سواء.

وأضاف الرئيس نبيه بري:

أيها اللبنانيون،

انطلاقاً مما تقدم، وعلى خلفية موقف وزراء الثنائي في جلستي الحكومة بتاريخ 5 و7 آب، نؤكد أن موقف الوزراء في هاتين الجلستين لم يكن موقفاً طائفياً أو مذهبياً، إنما هو موقف وطني بامتياز، نابع من الحرص على لبنان.

نعم أيها السادة،

ما هو مطروح في الورقة الأميركية يتجاوز مبدأ حصر السلاح، بل وكأنه بديل عن اتفاق تشرين الثاني لوقف إطلاق النار. ولبنان نفذ ما عليه وما فرضه هذا الاتفاق، بينما أصرت إسرائيل على استمرار إطلاق النار واستباحة السيادة وسلب الإرادة الوطنية، وتصر على عدم الانسحاب من الأراضي المحتلة بل زادت عليها كما نوّهنا.

فمن غير الجائز وطنياً وبأي وجهٍ من الوجوه رمي كرة النار في حضن الجيش اللبناني، الذي كنا وسنبقى نعتبره درع الوطن وحصنه الحصين، خاصة في هذه المرحلة التي تؤدي فيها هذه المؤسسة الجامعة لآمال اللبنانيين دوراً وطنياً مقدساً في الجنوب إنفاذاً للقرار 1701، وفي كل الجغرافيا اللبنانية حمايةً وصوناً للسلم الأهلي.

وتابع الرئيس بري قائلاً ومتسائلاً:

ليكن الموقف الأخير الذي أعلنه رئيس حكومة الكيان الإسرائيلي نتنياهو، متفاخراً ومزهواً بأنه في مهمة تاريخية وروحية مرتبطة بتحقيق حلم إسرائيل، حلم إسرائيل الكبرى!

هل رأيتم الخارطة الزرقاء التي حملها بيده؟

هل لاحظتم أن لبنان كاملاً من ضمن هذا الحلم الإسرائيلي الموعود؟

ألا تشكّل زيارة رئيس أركان جيش العدو الإسرائيلي للجنوب وتجواله في خط القرى الحدودية وللمواقع المحتلة إهانة لكل ما هو سيادي؟

فليكن هذان المشهدان هما الفرصة أمام الجميع.

وأضاف:

وفي هذا الإطار نؤكد أننا لسنا إلّا دعاة وحدة وتعاون، فكما تعاونا على إنجاز استحقاقات مهمة وأساسية في حياة وطننا وصولاً إلى تشكيل الحكومة ومنحها الثقة، وإنجاز عشرات القوانين والتشريعات التي تؤسس لقيام دولة القانون والمؤسسات، وآخرها استقلالية القضاء وهيكلة المصارف، وقريباً قانون الفجوة المالية الذي يجب ألّا تتلكأ الحكومة بإنجازه وإرساله إلى المجلس النيابي، والذي يجب أن يضع خارطة الطريق لإعادة أموال المودعين، كل المودعين.

بهذه الروحية فقط، وبالسلوك المرتكز على الدستور وتحمل المسؤولية الوطنية دون تفريط بالثوابت، نحمي لبنان وندرأ عنه الفتن ونعيد إعماره، ونحفظه وطناً نهائياً لجميع أبنائه.

وختم الرئيس نبيه بري كلمته قائلاً:

العهد هو العهد،

والقسم هو القسم،

لسماحة الإمام القائد السيد موسى الصدر أن نحفظ لبنان، وفي قلبه الجنوب.

عشتم... عاش لبنان...

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ليست هناك تعليقات