مشاريع الرحاب السكنية

أرقام صادمة: 2 مليار دولار حجم تجارة المخدرات في لبنان تدخل اقتصاد “الكاش” دون رقابة!




 ليس تفصيلًا أن تُقَدَّر التقارير الأمنية المردود اليومي لتاجر المخدرات علي زعيتر (أبو سلة) بـ 50 ألف دولار، أي مليون ونصف دولار شهريًا. “أبو سلة” الذي قُتل الأسبوع الماضي، هو واحد من شبكة تدير تجارة المخدرات بين لبنان وسوريا، ويُقدّر المطلعون حجمها في لبنان بـ 2 مليار دولار، علمًا أنه لا توجد أرقام دقيقة عن هذه التجارة، لكن يمكن الاستناد إلى أكثر من معطى رسمي وملموس يدفعنا إلى قبول هذا الرقم كحجم منطقي لها.


أول هذه المعطيات دراسة ماكينزي في العام 2018، التي رجّحت أن تُدخِل زراعة القنب الهندي (الحشيشة) إلى الخزينة نحو 2 مليار دولار بعد تشريعها. علمًا أن التجارة غير الشرعية للمخدرات لا تقتصر على الحشيشة، بل تشمل أيضًا الكابتاغون وغيرها من الأنواع، ما يعني أن أرباح هذه التجارة يمكن أن تفوق 2 مليار. ثاني هذه المعطيات، الشراكة بين تجار المخدرات في لبنان وبين الفرقة الرابعة في النظام السوري، والبنية التحتية والجغرافية التي بنوها لضبط أي اختراق بشري أو لوجستي لهم، وهذا يتطلّب مبالغ كبيرة بمئات آلاف الدولارات شهريًا، ما يدلّ على أن حجم الأرباح المُحقَّقة من هذه التجارة طائل أيضًا.


ثالث هذه المعطيات هو كميات المخدرات التي تضبطها القوى الأمنية بشكل متكرر، ما يؤكد أن لبنان سوق لتجارة المخدرات، علمًا أن عائدات هذه التجارة لا تدخل ضمن مؤسسات الدولة والاقتصاد الشرعي، بل تشكل في حد ذاتها اقتصادًا موازيًا. ويمكن القول إنه في خضم الفوضى المجتمعية والسياسية والأمنية التي يعيشها لبنان، تتزايد أعداد المتعاطين ومدمني المخدرات، خاصة حبوب الكابتاغون أو ما يُعرف بـ “كوكايين الفقراء”. وكانت الأمم المتحدة صنّفت لبنان كثالث منتج للحشيش في العالم بعد أفغانستان والمغرب.


لبنان “منصة” لتهريب المخدرات


بلغة التجارة والأعمال، تسببت تجارة المخدرات بضرر بالغ للقطاعين الزراعي والصناعي في لبنان، حيث تم في نيسان 2012 إقفال أسواق دول الخليج أمام المنتجات اللبنانية، بعد استغلال شحنات تلك المنتجات في تهريب المخدرات. جاء القرار بعد إحباط تهريب 2.5 مليون قرص “أمفيتامين”، بينما أعلن اليونان في الفترة نفسها ضبط أربعة أطنان من الحشيش مخبأة بشحنة آلات لصنع الحلوى متجهة من لبنان إلى سلوفاكيا. وهي عيّنة من عشرات الشحنات التي تُضبط في المنطقة ويكون منشأها لبنان أو سوريا.


داوود: تقدير حجم تجارة المخدرات بـ 2 مليار دولار غير مبالغ فيه


قائد عملية “فجر الجرود” العميد المتقاعد فادي داوود يؤكد أنه لا أرقام دقيقة، لكن وجود شراكة بين تجار لبنانيين والفرقة الرابعة في سوريا، والقدرات المالية التي يتمتع بها هؤلاء، يجعل من رقم 2 مليار دولار منطقيًا. ويشير داوود إلى أن “أبو سلة” و“نوح زعيتر” صرفا ملايين لبناء شبكة أنفاق وحماية تنقلاتهما.


البواب: تجارة المخدرات تدخل في اقتصاد “الكاش” بلا رقابة


الخبير الاقتصادي الدكتور باسم البواب يوضح لـ“ليبانون ديبايت” أن تقديرات تجارة المخدرات تقريبية، لأن مدخولها غير مسجل رسميًا، لكنه يربط الرقم بدراسة ماكينزي، ويشير إلى أن تجارة الحشيشة تحديدًا استفادت من توسع اقتصاد “الكاش”، وغياب الرقابة، معتبرًا أن تجارة المخدرات بأنواعها يمكن أن تصل إلى 2 مليار دولار في لبنان.


باسمة عطوي - ليبانون ديبايت

ليست هناك تعليقات