مشاريع الرحاب السكنية

واشنطن تضع ثقلها لتسهيل مهمّة الجيش!

 



دعا رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الولايات المتحدة إلى الضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي التي تحتلها في الجنوب، ليتمكّن الجيش اللبناني من استكمال انتشاره حتى الحدود الدولية، مشدداً على أهمية استمرار أميركا في دعم الجيش اللبناني وتوفير التجهيزات والآليات اللازمة له لتمكينه من القيام بالمهام الموكلة إليه على طول الأراضي اللبنانية. وطلب عون من قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي الأميرال براد كوبر خلال استقباله له، السبت، في قصر بعبدا، "تفعيل عمل لجنة الإشراف على وقف الأعمال العدائية (MECHANISM) لتأمين تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في شهر  تشرين الثاني الماضي لجهة وقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، والانسحاب من التلال والأراضي التي تحتلها، وإعادة الأسرى بحيث يتم تطبيق القرار 1701 بكافة مندرجاته"، وفق بيان للرئاسة اللبنانية.. وشدد الرئيس عون على أنّ "هذه الخطوات تساعد في تنفيذ القرار الذي اتخذته الحكومة اللبنانية لجهة حصرية السلاح في أيدي القوات المسلحة اللبنانية، لا سيما أنّ مجلس الوزراء رحّب الجمعة بالخطة العسكرية التي وضعتها قيادة الجيش لهذه الغاية".


أمّا أمس الأحد، وخلال اجتماع في الناقورة للجنة الإشراف على قرار وقف النار، بحضور كوبر والموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، فقدّم الجيش اللبناني تصوراً متكاملاً للمرحلة الأولى من خطته الأمنية". وبحسب المعلومات، فإنّ "الولايات المتحدة رحّبت بالعرض اللبناني، وأكدت التزامها دعم الجيش اللبناني لوجستياً وسياسياً، كما طلبت الإدارة الأميركية عبر ممثليها، ولا سيما قائد المنطقة الوسطى، تفاصيل إضافية حول آليات التنفيذ والقدرات الميدانية المطلوبة ما يعكس اهتمام واشنطن بتعزيز التنسيق مع المؤسسة العسكرية اللبنانية".


واذ كان اتفاق على تفعيل دور الـmechanism لمراقبة الخروقات والتحرّك بعد فترة من البطئ، وقد تبلّغ لبنان بتغيير رئيس لجنة مراقبة وقف إطلاق النار الجنرال ليني بعد أسبوعين بجنرال أميركي آخر من "المارينز"، افيد ايضا ان الموقف الاسرائيلي جاء ايجابياً، إذ اعتبر أن تطبيق المرحلة الأولى من خطة الجيش يجب أن يحصل توازياً مع رفع مستوى التنسيق مع آلية الميكانيزم.


هذه التطورات ليست تفصيلا، بحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية". ودخول الولايات المتحدة، بثقلها على خط تثبيت التهدئة جنوبًا، وتسهيل مهمة الجيش اللبناني بحصر السلاح، وهما نقطتان مرتبطتان بقوة، ليس أمرًا عابرًا.


فغداة إقرار الدولة اللبنانية خطة الجيش لحصر السلاح، حضرت واشنطن بأرفع قياداتها العسكرية في الشرق الأوسط الى بيروت، من أجل السؤال عما يحتاجه لبنان وجيشه لتنفيذ الخطة. وبدا ان ما طالب به لبنان على لسان رئيس جمهوريته، لقي سريعا آذانا صاغية لدى الاميركيين. فهم في طريقهم نحو تفعيل عمل "الميكانيزم"، وهم ايضا سيقدمون للجيش كل ما يستطيعون من دعم، على أشكاله، لتطبيق خطته، وهم أيضًا سيتحركون نحو تل ابيب من اجل دفعها نحو تخفيف خروقاتها لاتفاق وقف النار والتجاوب مع مطلب "الخطوة مقابل خطوة" الذي يرفع لبنان لواءه... واذ لا تستبعد المصادر ان نرى خطوات إسرائيلية "ايجابية" على هذا الصعيد في الفترة القليلة المقبلة، تقول المصادر إنّ واشنطن باتت مقتنعة أنّ لبنان جاد في تطبيق "حصر السلاح" وأنّ تَشدُد إسرائيل يعوق هذه العملية.


من هنا، فإنّ الولايات المتحدة، مصرة على أن تبذل ما يمكن من جهود مع تل أبيب لتقدّم الأخيرة تنازلات ما. ذلك أنّه كلما تعنّتت إسرائيل، تعقّد حصر السلاح في لبنان أكثر، وارتفعت احتمالات عودة الحرب الاسرائيلية اكثر، وهذا آخر ما تتمنّى رؤيتَه إدارةُ الرئيس الأميركي دونالد ترامب الساعية اليوم الى تصفير الحروب في العالم، تختم المصادر.


"لارا يزبك - المركزية"

ليست هناك تعليقات