العام الدراسيّ "الأغلى" انطلق والأساتذة: المدارس تُتاجر بنا!
انطلق العام الدراسي "الأغلى" في لبنان بقلقٍ وخيبةٍ في صفوف الأهالي الذين وجدوا أنفسهم أمام مُعضلة كبيرة عنوانها الأقساط المدرسيّة الخياليّة التي تثقل كاهلهم. فالتعليم في لبنان الذي لطالما كان يُعتبر حقاً أساسيّاً، تحوّل اليوم إلى عبء ماليّ يهدّد مستقبل آلاف التلامذة، في وقتٍ تؤكّد فيه إدارات المدارس أنّ الزيادة في الأقساط مُحقّة وهدفها تحسين رواتب المعلّمين. فماذا يقول المعلّم؟ وهل لمس ارتفاعاً في الراتب؟
يؤكّد نقيب المُعلِّمين في المدارس الخاصّة نعمة محفوض أنّ "عدداً ضئيلاً من إدارات المدارس زاد رواتب المعلّمين بعد رفع الأقساط، فغالبيّة الرواتب تُلامس الـ50 في المئة من قيمتها ما قبل الأزمة فقط، وبالتّالي القول إنّ الزيادة هي من أجل المعلّمين غير دقيق"، مشيراً، في مقابلة مع موقع mtv، الى أنّ "إدارات المدارس تتاجر بالمعلّمين، ويجب التوجّه إليها بالسؤال عن هذه الأموال، كما نسأل أين لجان الأهل الفاعلة؟". ويُضيف "منذ الـ2011 وحتى الـ2017 كانت المدارس ترفع الأقساط بحجّة سلسلة الرّتب والرواتب، ولم نأخذ الـ6 درجات إلا في الـ2023 عندما لم يعُد لها قيمة فعليّة".
وردّاً على رئيس الجمهورية جوزاف عون الذي أعلن أمام وفد اتحاد لجان الأهل في المدارس الخاصّة أنّ "زيادة الأقساط غير مقبولة وغير مبرّرة وتحتاج الى إعادة نظر"، قال محفوض: ليس الحلّ بخفض الأقساط، بل بتطوير التّعليم الرسميّ ليستقطب فئة كبيرة من التلامذة، كما بانتخاب لجان أهل يُسائلون ويُحاسبون ويحصّلون حقوقهم من المدارس، معتبراً أنّه "مع تحسين نوعيّة التعليم الرسمي، ستجتهد إدارات المدارس الخاصّة لتقديم أقساط مقبولة، لأنّ التوجّه سيصبح نحو المدارس الرسميّة".
ما هي أبرز التحدّيات في التعليم خلال هذا العام؟ يُجيب محفوض: هدفنا أن نُعلّم المناهج كاملة ونأمل ألا نشهد أيّ خضّات أمنيّة، لأننا في السنوات السابقة لم نعطِ سوى نصف المناهج وحتى أقلّ ما أدى الى انحدار مستوى التّعليم في لبنان والى النقصّ الكبير في المعلومات لدى التلامذة، والأهمّ اليوم بالنسبة إلينا العمل على جودة التّعليم الرسمي، فالتدريس 4 أيام فقط يعني أنّ التعليم لن يكون متساوياً بين الخاصّ والرسمي وهذه مُعضلة كبيرة لجهة إنهاء المناهج لمُختلف الصفوف خصوصاً قبيل الامتحانات الرسميّة".
أصبحت المدارس الخاصّة في لبنان موضوعاً يقرق الكثير من الأسر، في وقتٍ تكافح فيه المدارس الرسميّة لتأمين مقوّمات الصمود. وبين أرباح المدارس، وأجر المعلّم، وقدرة الأهالي، يبقى الطالب هو الحلقة الأضعف.
"جيسيكا حبشي - Mtv"
التعليقات على الموضوع