مشاريع الرحاب السكنية

هلعٌ من الملاريا في لبنان... بين الرّعب والحقيقة!



يكثر الحديث في الأيّام الأخيرة عن احتمال انتشار مرض الملاريا في لبنان، الذي يُنقَل بواسطة ذبابة البعوضة من نوع معيّن ولا ينتقل من شخص إلى آخر بشكلٍ عادي. وعلى الرّغم من توقّف الانتقالات المحليّة المنتظمة للمرض منذ عقود، تمّ تسجيل حالة نادرة من دون ارتباطها بأيّ رحلات خارجية للحامل بالعدوى. فهل نحن أمام موجةٍ تستدعي القلق؟


أوّلاً، هذه الحالة غير كافية للتكلّم عن وباء. وما لم تشِر الجهات الصحيّة إلى "أزمة تفشّي" أو ضبط حالات محليّة عدّة، فإن الحديث عن انتشارٍ واسع يبقى افتراضيًّا حتى الآن ولا يمتّ إلى الواقع بصلة.

ما هو الملاريا؟ هذا المرض يُسبّبه طفيل ينتقل إلى الإنسان عبر لدغة بعوض موبوء، ويُصاب المريض عادةً بإعياءٍ شديد ترافقه حرارة مرتفعة وقشعريرة قويّة. ووفقاً لمنظمة الصحة العالميّة، فإنّ قارة إفريقيا التي يبلغ عدد سكانها نحو مليار ونصف المليار نسمة، سجّلت عام 2023 ما نسبته 95 في المئة من إجمالي وفيات الملاريا حول العالم، أي نحو 597 ألف وفاة.

وتشمل عوارض الملاريا الحمى، القشعريرة، الصداع، الغثيان، القيء، الإسهال، ألم البطن والمفاصل والعضلات، إضافة إلى الإرهاق وسرعة التنفس وضربات القلب، والسّعال في بعض الحالات. وتبدأ هذه العوارض بالظهور خلال بضعة أسابيع بعد لدغة البعوضة الموبوءة، مع إمكان بقاء بعض أنواع الطفيليات خاملة في الجسم لمدّةٍ تصل إلى عام.


لبنان ليس من الدول التي تُعتبَر موطناً للملاريا. ووفق بيانات منظمة الصحة العالميّة، فإنّ لبنان حتى عام 2022 لا يُظهر زيادة واضحة في معدّل الإصابات المحليّة المسجّلة. ويُشار إلى أنّ الإصابات بالملاريا تتطلّب وجود بعوض مُصاب بالمرض وينقله إلى الإنسان ما يطرح العديد من علامات الاستفهام حول ما يُنشر في الفترة الأخيرة عن وجود إصابات بالملاريا في بلدنا. وتُشير المعلومات المُتداولة إلى أنّ بعض الحالات التي سُجّلت كانت غير مرتبطة بسفر إلى إفريقيا، وبالتالي سبب الإصابة لم يكن واضحاً.


وفي تصريحٍ مُطمئن، أوضحت رئيسة مصلحة الطب الوقائي في وزارة الصحة الدكتورة عاتكة برّي، أنّ لبنان يسجّل دائماً حالات ملاريا وافدة من الخارج، نتيجة وجود عدد كبير من المغتربين في البلدان التي ينتشر فيها المرض، مضيفةً أنّه من حين لآخر تُسجل حالات نادرة لا يُثبت ارتباطها بالسفر.

وتابعت: الملاريا يُمكن أن تنتقل أيضاً عبر الدم، وليس فقط عبر لدغة البعوض الناقل. وفي حال تسجيل أيّ حالة لم يُثبت سفرها، تقوم الوزارة، وفق بري، بتقصّيات وبائيّة تشمل فحص المخالطين الذين عانوا من حرارة مرتفعة غير مبرّرة خلال فترة زمنيّة معيّنة. كما تقوم الوزارة بأخذ عيّنات من البعوض الموجود في المنطقة التي سُجّلت فيها الحالة، بهدف التأكد ممّا إذا كان هناك بعوض ناقل للمرض.


إذاً الوضع لا يدعو للقلق ولا شيء خطيراً. إلا أنّ التوعية ضروريّة حول الأمراض والعوارض التي تستدعي الذهاب فوراً إلى الطّبيب لتشخيص الحالة وتلقّي العلاج المُناسب. ومن خلال اتّباع هذه النّصيحة، يُمكن أن نُخفّف من حالات الهلع والرّعب التي نشهدها كلّما سمعنا عن حالة صحيّة معيّنة.


"كريستال النوار - Mtv"

ليست هناك تعليقات