نواب يحذّرون الحكومة: لا خطة واضحة لاستعادة القرار ولا حلول للسيادة!
شهدت جلسة مساءلة الحكومة اللبنانية في مجلس النواب، اليوم الثلاثاء، مداخلات سياسية حادة من عدد من النواب الذين انتقدوا أداء الحكومة في ملفات السيادة، السلاح غير الشرعي، الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، والعلاقة مع المجتمع الدولي، وسط دعوات متكررة لوضع جداول زمنية وإجراءات تنفيذية لاستعادة الدولة دورها وموقعها.
وشدّد النائب جورج عدوان على ضرورة وضع خطة زمنية واضحة لاستعادة قرار الدولة وتفكيك البنى العسكرية الخارجة عن الشرعية، محذرًا من أن "الوقت يمرّ وفرصة الدولة تتضاءل". وقال: "بيت القصيد هو قيام الدولة"، معتبرًا أن اللبنانيين علّقوا آمالاً على هذه الحكومة لتكون نقطة تحوّل بعد سنوات من وجود دويلة داخل الدولة، لكن شيئًا لم يتغير.
وتابع: "استعادة السيادة تبدأ بحصر قرار السلم والحرب بيد الحكومة، فكيف لحكومة لا تستطيع حماية قوات اليونيفيل أن تفرض هيبتها؟"، داعيًا إلى جدول زمني لتسليم السلاح غير الشرعي وفرض السيادة على كامل الأراضي اللبنانية، مؤكّدًا أن لا عودة للعلاقات العربية والدولية الطبيعية من دون تنفيذ هذا الاستحقاق.
من جهته، قال النائب ميشال معوض أن نجاح الحكومة لا يُقاس بمقارنتها بالحكومات السابقة، بل بقدرتها على الاستفادة من التحولات في المنطقة لإعادة لبنان إلى الخريطة. واعتبر أن هناك فرصة تاريخية لإعادة بناء وطن حقيقي، محذرًا من خطر تحوّل لبنان إلى "كوبا الشرق" بدل "سويسرا الشرق".
وأشار إلى أربعة توجهات أساسية يجب أن تعتمدها الحكومة: وضع خطة واضحة لسحب السلاح غير الشرعي، إعادة هيكلة المؤسسات، إصلاح القطاع العام، وإشراك المنتشرين في الاقتصاد الوطني.
بدوره، اعتبر النائب عبد الرحمن البزري أن "العدوان الإسرائيلي والاحتلال المستمر يتطلبان حوارًا وطنيًا شفافًا"، مشيرًا إلى أن الحكومة لم تنفذ بعد التزاماتها بتطبيق وثيقة الطائف ومعالجة الممارسات الخاطئة.
أما النائب تيمور جنبلاط، فطالب بالتزام إعلان وقف إطلاق النار في السويداء، داعيًا إلى الذهاب نحو حل سياسي دائم ضمن إطار الدولة.
من جانبه، دعا النائب بلال عبدالله إلى الكفّ عن ممارسة الطبقية في القطاع الصحي، مشددًا على أن "السيادة الحقيقية تبدأ بكرامة الإنسان، وضمان أمنه الصحي والاجتماعي". وقال إن "هناك مرضى يموتون في منازلهم لعدم قدرتهم على تأمين الدواء"، مطالبًا الحكومة بالإقدام أكثر على حماية الناس.
النائب إلياس جرادي خاطب الحكومة قائلًا: "إذا كان فيها رجال، فلتتكلم بصوت الربّ وتقول إن لبنان هو وقف الربّ إلى الأزل".
في سياق آخر، انتقد النائب جميل السيد التدخلات الخارجية، قائلاً: "أرسلوا إلينا الموفدين الأميركيين بوجوههم الجميلة والمهذبة، لكنهم يهددوننا بحروب أهلية ويعاملوننا كحقل تجارب"، مشيرًا إلى المبعوث الأميركي توم برّاك، الذي "تجاوز اتفاق وقف إطلاق النار وأرسل ورقة جديدة بلا تنسيق".
واتهم السيد الحكومة بمواصلة المحاصصة، قائلًا: "هناك وزراء بسمنة ووزراء بزيت، ومنهم من يعرف بالتعيينات قبل غيره"، معتبرًا أن هذه العقلية تُضعف الثقة بالحكم وتعزز الانقسامات.
التعليقات على الموضوع